18 سبتمبر 2025
تسجيلنجد اليوم أن الصفات والمسميات الاجتماعية القديمة التي كانت تدل على وضعية مهنية مرتبطة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي البسيط الذي كان سائداً في وقت مضى قبل ظهور النفط بشكل اقتصادي، نجد مثل هذه المسميات قد عادت من جديد لبعض أجهزة الدولة كلخويا والفداوية مع بعض قيمها كالفزعة، وكذلك النشاطات المصاحبة لتلك الفترة أيضاً عادت كمسميات لنشاطات المجتمع ومسابقاته كالصيد بالصقور أو «بالسلق»، إضافة إلى سباقات الهجن المستمرة طول موسم الشتاء إلى ما بعده، انتهاء بمزاين الإبل والطيور إلى آخر ذلك. من الأهمية بمكان الإدراك أن كل هذه المهن والنشاطات كانت ضمن سياق المجتمع الاجتماعي والاقتصادي في حينه، ومع تغير هذا السياق لم تعد لها مثل تلك القيمة التي كانت تمثلها، سياق الدولة مختلف، هناك من يقول إننا نركز على «قيم» هذه المهن والنشاطات وعلى مضمونها وليس على مسمياتها، لكن ما يغيب عن الإدراك هنا أن الاسم يختزل المضمون وبالامكان بالتالي تقديم المضمون مع اسم يتفق وواقع الدولة اليوم، هناك مسميات كثيرة يمكن اشتقاقها من واقع المجتمع المدني تجعل من هذه القيم في توافق تام مع اتجاه الدولة التنموي. الاسم هو اختزال عقلي للنشاط أو للمهنة، لذلك وجود هذه المسميات هو وجود للعقلية ذاتها، أجد صعباً أن أربط بين الصيد «بالسلق» في بيئة لم يعد فيها مكاناً يسمح بذلك بشكل طبيعي كما كان في السابق، مثل هذه المفارقات تَخلق نوعاً من الوعي «الشقي» والتضاد الزمكاني «التضاد بين الزمان والمكان»، كلما استمر كانت شخصية المجتمع عرضة للانفصام. [email protected]