23 سبتمبر 2025
تسجيلفاجعة المسجدين الدموية بنيوزلندا هزت غضب العالمين الإسلامي والدولي بقادتهما وإعلامهما لهول الموقف وبشاعته. 49 شهيدا وأكثر من 50 جريحا مسلما يسقطون بدمائهم وفِي طرفة عين وهم يؤدون صلاة يوم الجمعة برصاصات طائشة وبدم بارد من فكر يميني عنصري متطرف خطط لها مسبقا حسب قوله « بأنه اتخذ هذا الموقف ليضمن مستقبلا لقومه بأن يقلل مباشرة من معدلات الهجرة إلى الأراضي الأوروبية ، وكما كتب على سلاح جريمته أسماء وتواريخ كل الحروب من بداية الحروب الصليبية حتى اليوم ، يحمل في فكره الانتقام والكراهية ضد كل مسلم ، إنها العنصرية المسيحية ضد المسلمين ولكن !. أيًّا كانت الأسباب والدوافع فإنها تعتبر جريمة إنسانية وتدخل في مصطلح الإرهاب ضد الإنسانية الذي انتشر في السنوات الأخيرة باختلاف صوره وأوطانه ومذاهبه على مستوى الأفراد أو الدول، وكالعادة بعد كل جريمة إنسانية تشتعل القنوات الإعلامية والوسائط المجتمعية بالاستنكار والتنديد والتحليل وتعظيم الجريمة وغيرها من القادة والسياسيين ، ثم تنسى الجريمة كغيرها لتحل محلها جريمة أخرى في غياب الفكر المتوازن وإحلال الفكر المتطرف ومؤيديه ، ولكن يبقى الإنسان هو الضحية ، وتبقى الجرائم عملا إرهابيا ترفضه قوانين الديانات والمذاهب، ما يؤلمنا أن أغلب ضحايا الإرهاب هم البشر الذين لا ذنب لهم ولا خطيئة سوى أنهم يدفعون ثمن سياسة دولهم وقادتهم وكيفية تعاملهم مع المتطرفين، وثمن خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، في المسجد يؤدون صلاتهم متضرعين للخالق بالدعاء والتلاوة، أي خطيئة نسبت لهم، بل أي جريمة ارتكبوها وهم في دول المهجر ينشدون الأمان والاستقرار، ولكن يزداد ألمنا حين تمس آليات الإرهاب الأطفال والنساء بلا خطيئة، كما في فلسطين المحتلة واليمن ومن قبلهما العراق ، أنسينا جريمة الحرم الإبراهيمي !! أم نسينا مجازر صبرا وشاتيلا !! أم مذابح الروهينغا في ميانمار، أم مجزرة البوسنة والهرسك وغيرها جميعها ضحيتها المئات والآلاف من البشر . هذا المصطلح « الإرهاب « بدأ يسري تكراره لم يجد من يزيل حروفه من قاموس المعادين للإسلام و من اتخذ الإرهاب صفة ملازمة للمسلمين ، ولا نجد من يغلق أفواه الأصوات المتطرفة والمحرضة في الشرق والغرب على المسلمين واتهامهم بالإرهاب، والتي تستمد تغذيتها من المرتزقة والسياسيين بعض قادة العرب المرتمين في أحضان الصهيونية ،ودول الغرب وأمريكا المعادين للإسلام ، وتحريضهم على المسلمين ، وضرورة ومراقبة المساجد في أوروبا . لذلك تقع عليهم مسئولية وقوع مثل تلك الجرائم والمذابح ضد الإسلام والمسلمين في دول الغرب ودول أمريكا، ألم ندرك خطة ترامب التي أعلنها صراحة في حملته الانتخابية بأنه سيقوم باقتلاع الإسلام المتطرف «.. أليس هو الداعم والموالي للصهيونية ولجرائمها في فلسطين !! ألسنا من دفع المليارات من أجل محاربة بَعضنَا وارتكاب الجرائم ضد بَعضنَا الآخر ، حصار قطر والحرب على اليمن نموذج ،ألسنا من وضعناه في قاموسنا السياسي العربي هو الحامي والمنقذ لعروشنا الملكية والرئاسية من الزوال ،دون أن نرى له الوجه الآخر . ما حدث وما يحدث حرب على الإسلام مع الأسف ليس من المعادين له من المذاهب الأخرى والدول الغربية فحسب إنما من أبنائه الذين شوهوا الدين بكل صوره الأخلاقية والسلوكية والعقائدية . هي قضية أزلية برزت مع ظهور الإسلام وانتشاره فهذا الداعية السعودي الشيخ الكلباني يبرِّر تلك المجزرة بقوله : « ما يخفف المصاب أن القاتل ليس مسلما، فكم قتل مصلون بأيدي مسلمين «. تبرير غير منطقي لا ينفي ولا يشفع أن جريمة مسجد النور جريمة إرهابية دموية وأنها صدرت من فكر معادٍ للإسلام ، وستطوى ملفاتها لتبدأ جرائم أخرى في خضم الصراعات الفكرية والإعلامية والسياسية القائمة بين الدول ، وبين المذاهب والعقائد ، في وجود أفكار تغذّي توجّه التطرّف والتطرف المضاد . رحم الله الشهداء وغفر لهم ،. ويكفينا قوله تعالى : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ). Wamda.qatar@gmail