11 سبتمبر 2025
تسجيلهل من الممكن يوما أن نرى اليهود وقد اعتادوا العيش بهدوء دون تأجيج النيران حولهم،أم إنها عقدة الخوف والطمع التي اجتمعت في عقلية مؤسسي الصهيونية المتطرفة حيث لا عهد لأي حليف سياسي معهم إلا بقدر رضوخه لمصالحهم،وحتى تلك لا يمكنها حماية حليفهم من شرّ أعمالهم وسوء نواياهم، فلينظروا الى الولايات المتحدة التي أخلص رؤساؤها لتل أبيب وكان آخرهم باراك أوباما الذي ركع حتى أخمص قدميه طاعة لنتيناهو، ولم يسلم منهم،ومع هذا لا يزال الجاسوس "جوناثان بولارد" شاهدا على مرض الريبة واللصوصية التي ترعرع عليها غالبية جيل قادة الحكومة الإسرائيلية، فجندوه ليتجسس على الأمريكيين.أخيرا قرر الكنيست الإسرائيلي تشريع قانون منع الأذان في مدينة القدس مهد الأنبياء، والأذان لحسن الحظ هو النداء الخالد الذي صدح أول إنسان به عبدٌ حرره الإسلام "بلال بن رباح"، وهو نداء لعبادة يومية لله تعالى الذي بعث الأنبياء وأباهم إبراهيم عليه السلام،وإذا كانت الحكومة الإسرائيلية وأقطابها الصهاينة من معسكر بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت وأتباعهما يؤمنون بإسرائيل وهو النبي يعقوب عليه السلام، فليس عاقلا أبدا من يمنع النداء للصلاة لله وهو يصر على شرعنة يهودية دولته،إلا إذا كان حاقدا على كل شيء غير يهودي في العالم.بحق القوة استطاع قادة الكيان الإسرائيلي فرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية التي احتلوها وأقاموا عليها دولتهم عام 1948، وحتى اليوم لا يزال النزاع قائما في أوساط المجتمع الإسرائيلي نفسه، هل يسمونها دولة علمانية مختلطة الأعراق والأديان أم يصبأون عن دينهم السياسي لصالح موروثهم اليهودي المتمكن،وخيارهم الأخير بات واضحا، لا يوجد وعد صادق مع أي طرف آخر عربيا كان أو حليفا غربيا، لا حل لدولتين، لا سلام كاملا، لا تعاون مع الجار الفلسطيني الذي قبل بأقل القليل من حقه في كيان يشبه كل شيء إلا الدولة، ومع هذا نجح اليمين وبفضل عناد البيت اليهودي وجيش الأحزاب المتطرف من قراءة أولى لمنع مآذن القدس أن ترفع الأذان منها.المشكلة في إسرائيل أكبر وأعمق من تقنين آلية العبادات ومنع الأذان من مكبرات الصوت للحفاظ على الهدوء،بل هو عصر الانحطاط الأخلاقي والسياسي والديني الذي يصنعه المتطرفون في الحكومة والكنيست، فيمنعون الآذان، وغدا سيمنعون أجراس الكنائس بلا شك، ولكن هل يمنعون "الشوفار" وأصوات الأبواق أن تطلق صيحاتها في صلواتهم وأعيادهم، أم هو إعلان مبكر ليهودية دولة لم يتم الأعتراف بها رسميا عند كثير من الدول ومشكوك فيها عند كثير أخريات، أم إن نتنياهو سيقف على باب قلعة منظمة "هاليبا" وحاخامها الأكبر يهودا كليك، ليعمده كقيصر يهودي لا يسمع سوى صدى صوته فقط.لننتظر وسنرى الفلسطينيين الذي دوخّوا حكماء تل أبيب غير العاقلين، كيف سيرفعون الأذان من مكبرات الصوت في مركباتهم بدلا من المآذن، ومن أسطح المنازل،وسيثبتون لأعداء المنطق وعشاق الفصل العنصري في إسرائيل،إن الله هو الذي اختار العرب المسلمين ليقرروا مصير القدس لا شتات لا صلة لهم ببني إسرائيل.