28 أكتوبر 2025
تسجيلألم وخوف وانكسار وجرعة عظيمة من الإحساس بالضياع.. لمن؟ لمئات من إخوتنا العرب والمسلمين وغيرهم من الموظفين من ذوي الدخل المتوسط الذين أتوا من كل حدب وصوب حاملين على أكتافهم مسؤوليات جسيمة من أبناء وأسر وبناء مستقبلهم والمساهمة في بناء نهضتنا وبعقود رسمية! أين؟! في كعبة المضيوم! في قطر الخير والعطاء أرض الإسلام وتعاليمه السمحة! ومتى؟ في زمن الربيع العربي الذي نبت فيه الخراب والدمار وضياع الشعوب ومقدراتها وأغلقت فيه الأوطان أبوابها أمام أبنائها! وأسأل الله ألا يذيق أحدا هذا العذاب وكمّ الألم! مع تقديري للوضع الاقتصادي المتدني ومسؤوليات الدولة إلا أن في مثل الظروف الحالية يجب ألا يكون الحل أبيض أو أسود وإنما أن نسدد ونقارب، فالتخلي عن المسؤوليات بهذه الطريقة ليس في صالح أحد. كالذي يترك عياله في العراء ويقول "لهم الله". نعم لهم الله ولكن لا يعني ألا نقوم بدورنا كرعاة للأمانات وإلا حساب الله سيكون عسيرا. هناك من الموظفين من أصبح عليه قروض والتزامات وإن لم تسدد فسوف يطبق عليه القانون، فهل ستقوم جهة عمله بالتوسط لإسقاط الديون؟ وهناك أناس لم يعد لهم وطن حقيقي كالفلسطينيين والسوريين كيف سيتم التعامل معهم؟ وهناك أسر تشهد ألا إله إلا الله دخلها الوحيد الراتب الشهري الذي يتفتّت لكم من الأفواه والالتزامات! نحن نتكلم عن مصيبة عظيمة لمئات من الأسر والله يعينهم على ما أصابهم في كعبة المضيوم! إذا كنا مسلمين فديننا علمنا أن أهل المدينة أهدوا نصف حلالهم بل وزوجاتهم للمهاجرين وأن الحسنة الواحدة بعشرة أضعافها والله يضاعف لمن يشاء. أولم نفكر لحظة واحدة بأن الخير الوافر الذي نحن فيه ولله الحمد والمنّة وراءه دعوات الصالحين الذين أغدقت بلادنا خيراتها عليهم وسترت عوراتهم وعمرت بيوتهم؟ حقيقة باسم الإسلام والعروبة والإنسانية يجب احتضانهم حكومة وشعبا والحلول كثيرة إن أمعنّا التفكير فلا يعقل أن نرسل المليارات كحكومة ومؤسسات خيرية باسم الدين والإنسانية ونضيّع من نعول! ولكم الله يا أحبّة.