16 سبتمبر 2025
تسجيللقد كان سعى الدولة وقياداتها في المقام الأول إلى توفير حياة كريمة من كافة النواحي سواء كان على المستوى الصحي أو التعليمي أو الاقتصادي وغيرها، وذلك بما يتناسب مع الانفتاح الاقتصادي والحراك التنموي حتى أصبح راتب المواطن أعلى دخل على مستوى العالم ومع ذلك تسعى جاهدة من جوانب أخرى إلى أن توفر كافة الرخاء في الخدمات الصحية والتعليمية وكل ما يسمو إلى استقراره النفسي والاقتصادي وذلك في ظل ظروف سياسية واقتصادية تمر بها المنطقة العربية التي تعاني من انعدام الأمن والاستقرار والفقر ولكن وفرت قطر لشعبها الرخاء والأمن، ولكن من جانب آخر أصبح هذا الراتب يدفع ضريبة غالية في داخل الوطن وخارجه وربما في المقام الأول أصبح المواطن محط أنظار العالم كلما خطت قدماه خطوة واحدة ومنها ما يتعرض له من مواقف تحمل لغة جديدة لم تكن يعرفها المواطن والمجتمع القطري وهي (البقشيش) وربما هذا المصطلح كنا نراه فقط في المسلسلات العربية ونتعرض له عندما نسافر إلى بعض الدول العربية وهو متعارف عليه لديهم بحكم ثقافة هذه الدول وربما الحياة في قطر قبل الانفتاح لم تكن تعلم هذه اللغة ولكن مع الانفتاح الذي تعيشه الدولة والعديد من الجنسيات العربية واختلطت الثقافات فأصبحنا نراه من خلال المعاملات اليومية والذي أصبح يمثل نوعا من المضايقات النفسية والاقتصادية لأنه أصبح يمثل عبئا اقتصاديا على المواطن وعلى سبيل المثال إذا أردت أن تذهبي إلى الصالونات النسائية والأسعار محددة ومرتفعة فلا بد من أن تعطي بعضا من المال لمن قدمت لك الخدمة حتى تهتم بك بصورة أفضل أو تكونين من أحد من لهم الأولوية وقت الزحام وربما تختلف طريقة السلام والتحية بناء على البقشيش وإذا ذهبت إلى أحد المطاعم في الأماكن المفتوحة فترى طاولات تم حجزها رغم الزحام الشديد وتفاجأ من الزملاء بأنه عادي واتصل بالتليفون وكلم فلانا وأعطه بقشيشا ويحجز لك أفضل طاولة وحتى العمال في الجهة التي تعمل بها لا يقوم بعمله على أكمل وجه معك إلا إذا قدمت له بعضا من المال من مهمة إلى أخرى وإذا ذهبت إلى غسيل سيارتك حتى تتأكد من أنه تم تنظيفها بالصورة التي تتمناها لا بد من البقشيش وإذا كانت لديك أعمال صيانة في منزلك فحدث ولا حرج فلا نتحدث عن الأسعار المبالغ بها إذا أحضرت الشركة إلى منزلك واتفقت ويليها يستلمك مشرف العمال ولا بد من إرضائه ماليا حتى يسعفك في الانتهاء من الصيانة وتضمن سلامة العمل وجودة عالية وإذا أحضرت عمالة سائبة فطبعا يتحدثون معك وكأنك بئر بترول متنقل ولا بد من الدفع لأن راتبك عال وغيرها من المواقف اليومية والمزعجة وهذا إلى جانب الغلاء المعيشي واستغلال التجار في كافة المجالات بصورة لم يشهدها المجتمع من قبل، وهذا إلى جانب الالتزامات المالية الشهرية المطلوبة ومن جانب آخر ما نتعرض له في السفر للخارج ويعلمون أنك قطري وتسمع أول كلمة منهم أنتم أعلى رواتب على مستوى العالم ولديكم فلوس كثيرة وبالتالي تختلف الأسعار في الحجوزات والمقاهي والمعاملات وتبدأ المعاملة بناء على الراتب الذي تحصل عليه وادفع يا راتب ضعف أضعاف ما يدفعه الآخرون لأنك تملك آبار البترول ولدرجة أصبح الكثير منا لا يذكر أنه مواطن قطري حتى لا يكون فريسة لهم ولمطامعهم إلا عند الضرورة القصوى التي تتطلب ذكر الهوية وتضطر أن تقبل أسعارهم سواء كنت سائحا أو للعلاج أو طالب علم ولذا أصبح البقشيش يحمل جزءا وعبئا من راتبك وخاصة هناك بعض البلدان التي تذهب إليها من المستحيل أن تنهي معاملاتك إلا من خلال ما يسبقه جزء من المال ولكن من المسؤول الحقيقي وراء انتشار لغة البقشيش وكيف يمكن أن نوقفها وعدم انتشارها مسبقا وتصبح صورة مرضية في مجتمعنا وتتطور وتأخذ معها مسميات أخرى في المستقبل القريب ويصبح قيمة العمل وجودته مرتبط ارتباطا وثيقا بها ولذا نحن بحاجة ماسة إلى تسليط الإعلام عليها وأن تتناولها الجهات الخاصة ورصدها للحد منها لأنها سوف تمثل كارثة اجتماعية واقتصادية ويتوقف العمل بناء على ما تقدمه من مال زيادة عن المبلغ المفترض أن تم الاتفاق عليه وربما هذه اللغة غير موجودة في العديد من الدول الآسيوية والأوربية لأن لديهم ثقافة سائدة وهي قيمة العمل وإتقانه بالدرجة الأولى وذلك بخلاف ما تسمو إليه مجتمعاتنا في ثقافتها في التركيز على المسميات والمناصب بالدرجة الأولى إلى أن دخلت لغة أخرى وهي (البقشيش) وخرجنا من دائرة المساعدة الإنسانية إلى تخليص المعاملات بالمال ولذا نحن بحاجة إلى تكثيف التوعية المجتمعية والإعلامية من هذا الجانب بصورة أكبر من انتشارها للحد من انتشارها بصورة مرضية عما نعانيه الآن ونحن قادرون على ذلك .