01 أكتوبر 2025

تسجيل

يوم التمريض الخليجي بالأجنبي

17 مارس 2013

أثار بعض الكتاب والمختصين لدينا في الآونة الأخيرة قضية عزوف الكوادر المحلية عن مزاولة مهنة التمريض في المؤسسات الطبية الرسمية، وعزوا أسباب ذلك العزوف لعوامل داخلية تتعلق بجانب التشجيع المادي والمعنوي، وغياب الحوافز المشجعة للكادر الوطني، وأسباب خارجية من أهمها نظرة المجتمع المتواضعة لمهنة التمريض، وضعف واضح في البرامج التثقيفية في نشر الوعي والتعريف الشامل بمهنة التمريض، كونها مهنة تؤدي دوراً مهماً في منظومة الخدمات الطبية، بالإضافة إلى كونها مهنة تجمع أدبيات السلوك الراقي والبعد الإنساني، بالإضافة إلى عامل المعرفة والخبرة الشاملة للتفاعل مع المحتاجين للرعاية الطبية. أتاحت لي إقامتي على السرير الأبيض في قسم جراحة العيون بمستشفى "الرميلة" العريق خلال هذه الأيام الاطلاع على الحفل المبسط الذي أقيم في باحة المستشفى بمناسبة "يوم التمريض الخليجي" الذي يصادف يوم 13 مارس من كل عام، الذي حضره مدير مستشفى "الرميلة" والأطباء والمسؤولون وطواقم التمريض ومعظمهم من غير القطريين، مما كانت اللغة الانجليزية هي لغة التخاطب، سواء من خلال الكلمات التعريفية والترحيبية أو من خلال الفقرات الترفيهية، اللهم إلا من فقرة أداها براعم من القطريات بأزياء تراثية خليجية وهي "ثوب النشل".. ولعل طرحي لموضوع كادر التمريض الوطني في هذه المناسبة لا يفسد نشوة الحفل الجميل الذي فرح فيه الجميع دون تمييز. حفل مستشفى "الرميلة" رغم بساطته إلا أنه جاء معبراً عن مناسبة جليلة هي "يوم التمريض الخليجي" ولا أدري حجم المشاركة القطرية الأخرى فيه، لأننا لم نقرأ أو نشاهد مظاهر احتفال المناسبة في وسائل إعلامنا ولم تأخذ اهتماماً من ذوي الاختصاص وهذا يقودنا إلى التساؤل مع الآخرين عن عزوف الكادر الوطني عن التمريض والاحتفال بهذه المناسبة كان فرصة لدفع الكوادر المحلية للانخراط في هذه المهنة الإنسانية الراقية، وشن حملة تثقيفية وإعلامية لتشجيعهم لممارستها. موضوع يوم التمريض الخليجي هذا العام يقام تحت شعار "تشجيع مهنة التمريض الخليجي" ومن أهدافه العامة تسليط الضوء على الإنجازات، والجهود المبذولة للتمريض، وكيفية تشجيع مهنة التمريض في المجتمع، نتمنى أن نستثمر هذا الشعار وهذه الأهداف للنهوض بمهنة التمريض لدينا وتشجيع الكوادر المحلية وتحبيبهم بها. ولتكون الجهود مقننة وعلى أرضية خلاقة نابعة من نوايا صادقة لإيجاد الكادر الوطني وتثبيته في مؤسساتنا الطبية، فإننا نتمنى من السادة الأفاضل بمجلس الشورى الموقر أخذ زمام المبادرة بالتنسيق مع السلطات الصحية، وأصحاب القرار في الجهات الصحية ومنهم رؤساء ومديرو أقسام التمريض والطاقم العام والمختصون والمهتمون بالتمريض في المجتمع للعمل كفريق واحد لتعزيز دور الممرض القطري وإبراز أهمية التمريض المهنية والأخلاقية والاجتماعية ولا ننسى مشاركة الإعلام بشتى أنواعه في إظهار دور التمريض في الرعاية الصحية، وسلامتكم.