11 سبتمبر 2025
تسجيلسبحان الله ! فكل الذين انتقدوا قطر منذ سنوات فيما وصفوه بتحليقها خارج السرب الخليجي والعربي عادوا اليوم ليلحقوا بسرب قطر ويؤكدوا أن سياسة الدوحة إنما هي نظرة للأبعد والأصلح لها ولمنطقتها وإقليمها على وجه العموم فعلى سبيل المثال لا الحصر كثيرا ما طالتنا الانتقادات الشديدة بسبب تعاوننا مع الجمهورية التركية الشقيقة التي تربطها بالدوحة أرضا وشعبا وحكومة وقيادة علاقات وطيدة وظن الأغلب أن هذا التعاون يمكن أن يخلخل المنظومة التي تشكل قطر إحدى ركائزها لطبيعتها الجغرافية وتاريخها المشترك مع دول المنطقة الواحدة اتجه الأغلب إلى مد أواصر التعاون مع تركيا التي تحولت من دولة تبحث عن مصالح وجودها ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي وإمكانية التحاقها بعضويته إلى دولة وجدت أن هناك ما يجمعها مع العرب والمسلمين نظرا لما يزخر تاريخها الإسلامي من حقب زمنية كان للخلافة العثمانية وجود وتأثير في المنطقة العربية ما بين شد وجذب في شمال إفريقيا وامتدادا للداخل حتى نشأة الجمهورية التركية بشقيها الآسيوي والأوروبي وعلى الشكل الذي بات معروفا اليوم في حدودها وتضاريسها. هذا الأمر ليس وحده من أثبت بأن نظرة القيادة القطرية إنما تتطلع لأبعد نقطة يمكن أن تحقق من خلالها تأثيرا على المستوى السياسي أولا وما يمكن أن يتحقق بعده من اتفاقيات عسكرية واقتصاية وتعزيز للعلاقات الثنائية ولكن استطاعت قطر أن تفتح لها آفاقا واسعة مع دول ما كان لأحد أن يتخيل أن تستطيع دولة خليجية أن تمد هذه الأواصر رغم الآراء الأولى بعدم جدواها لكن مر وقت وأثبتت الدوحة أن لها عينا ثاقبة للنظر إلى ما خلف الجدران العالية والأبواب المقفلة وهو أمر يحسب لها بلا شك لا سيما وأنها ساعدت على التعريف بنفسها كدولة محبة للسلام والصداقة مع الجميع مع إعطاء المواقف مسمياتها الواضحة من حيث سلامتها ووقوفها مع الحق وبجانب الطرف المظلوم بالإضافة لقيامها بمحاولات جادة تعقبها لتليين شدة هذه المواقف ومحاولة تقريب وجهات النظر ليجلس الجميع على طاولة الحوار تحت رعاية قطرية هادئة ومتزنة للوصول بعدها إلى ما جعلت قطر اليوم دولة سلام بامتياز ودولة مهادنات ووسيطة أثبتت نزاهتها وحيادها في كافة القضايا التي يتم اختيارها كطرف ثالث محايد يعمل بكل دبلوماسيته على الوصول للغة بعيدة عن التهديدات والصراعات والحروب الأهلية الداخلية أو حتى الخارجية وهذا كله عمق الإيمان بدولة قطر وضاعف الثقة بسياستها المتأنية التي تقوم على احتساب الخطوات من حيث الكيفية لا الكمية وأن الأمور لا تقوم على عشوائية يمكن أن تهتز معها أساسيات العلاقات الثنائية بل في كيفية ارتكاز كل خطوة على علاقات طويلة المدى وقوية التأثير وناضجة الفكر والسياسة التي سوف تقوم عليها بالإضافة إلى أن إنشاء الدوحة لهذا السرب الخاص في رسم علاقاتها الإقليمية والدولية والعالمية جعل منها قدوة لبعض الدول التي وصلت اليوم إلى النقطة التي كانت الدوحة قد وصلتها منذ أعوام وهو أمر يجعلنا كشعب نفتخر بأننا أوجدنا مسارات متفردة لسياسات تبدو معقدة على الورق والتخيل لكنها تبدو مع الحنكة والحكمة القطريتين أكثر سلاسة وهدوءا وقوة ومتانة ومضياً واستمراراً ولعل الاستمرارية هي ما تفسر كل ما سبقها لأنها ما كانت لتظل لولا كل ما سبقها وهو أمر يضاعف افتخارنا بقيادتنا الكريمة التي تقبلت الانتقادات التي كانت تتطاير من هنا وهناك في شرح اسلوبها وخطها السياسي والتي تحولت لاحقا إلى ثناء ومديح لم تكن الدوحة لتنتظره لولا أنها كانت القدوة والقائدة فيه حيث بدأت الخطوات لهذا من النقطة التي ابتدأتها قطر ثم جاء الآخرون فالحمدلله. [email protected] @ebtesam777