05 أكتوبر 2025
تسجيلربما يكون من أجمل ما اختتمت به يوم الأمس هو قراءة التوصيات التي خرج بها مجلس الشورى وإن كنت أبدو متأخرة في الكتابة عنها لكنها تبقى التوصيات التي يجب أن تتداول لمائة سنة قادمة؛ ذلك أن ما تضمنته من بنود ونقاط تعد بوصلة أمان للمجتمع القطري الذي يحاول قلة العبث في هويته والتلاعب في قيمه من خلال محاولات تغريبه وطمس مظاهر الدين والأخلاق فيه ولكن تأبى شخصية هذا المجتمع المحافظ إلا أن تعلن في كل مرة أن هذه القيم ثابتة وراسخة رسوخ الجبال، ولذا فقد نصت توصيات مجلس الشورى على مراعاة القيم والمبادئ والأسس والدعامات التي يقوم عليها المجتمع القطري عند دعوة المشاركين في المنتديات الاجتماعية والثقافية المحلية في إشارة واضحة للبلبلة الداخلية التي أثارتها دعوة أشخاص كانوا قد أساءوا بصورة فاضحة وواضحة لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا في فترات سابقة ومستقبلية قريبة لحضور مناسبات رياضية واجتماعية تقام في قطر وأن هذه الدعوات التي لقيت وتلقى رفضا من كل كيانات المجتمع لم يصب أصحابها فيها، وإن الحفاظ على هذه القيم والمبادئ والتي تعد ركائز تقوم عليها الدولة ويجب عدم التسامح بمن يحاول المساس بها هو واجب على هذه المؤسسات وواجب أيضا على الأفراد لا سيما الآباء في اتباعهم سبل التربية الصحيحة والطرق التربوية السليمة للأجيال وتوعيتهم لهذا الدور المهم الذي يجب أن يقوموا به بصورة صحيحة خصوصا وأن التأثر بالثقافات الخارجية بات أمرا واقعيا لا مفر منه، وعليه فإن مجلس الشورى دعا في توصياته إلى رصد كل الأفكار الدخيلة التي من شأنها تغيير الواجهة التي تميز المجتمع القطري المحافظ. مجلس الشورى الموقر لم يغفل أيضا على تأصيل مفهوم الوطن والولاء له في نفوس المواطنين من خلال عدة أوجه أهمها الإتقان في العمل والإخاء بينهم وحرمة المال العام وحسن استغلاله في الصالح العام؛ لتجنب الفساد المالي الذي من شأنه هدم المجتمعات وظهور المحسوبيات وزرع القيم التي نشأ عليها المجتمع القطري في نفوس الأجيال الجديدة؛ ليغدو هذا المجتمع محافظا على الصورة العامة التي توارثها القطريون منذ قديم الأزل، مؤكدا على أن المرأة والتي تعد أحد مقومات المجتمع هي صاحبة رسالة مهمة في التعليم والتربية وأن دورها لا يقل أهمية عن دور الرجل ولكنها تحتاج فعلا لتقدير دورها ورسالتها من خلال تقليل ساعات العمل لها وهو جانب ضمنه المجلس إحدى أهم توصياته التي ارتكزت جلها على الموروث الديني والأخلاقي الذي يجب أن يكون ثابتا من جيل إلى آخر، وأن المرأة تعتبر إحدى أهم الوسائل التي يمكن أن نصل بها لهذه الغاية النبيلة التي وكما أسلفت أعلاه تتعرض لمحاولات طمس متعمدة نظرا لحياة الحداثة التي تتغلغل حتى في أكثر المجتمعات انغلاقا فكيف بمجتمع متفتح مثل المجتمع القطري ؟!. ربما تناول كثيرون توصيات الشورى بتفصيل أكبر ولكني شخصيا معجبة جدا بأن هذه التوصيات الطيبة إنما دارت محاورها كلها حول الدين والأخلاق والطيب من العادات والأعراف والتقاليد التي عُدّت إرثا غنيا من قديم الزمان وحتى الآن وهو أمر يقوم عليه دستور دولة قطر من الأساس وفي هذا توافق لا إخلال فيه بالإضافة إلى احترام اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة وإحيائها وتقديمها أولا في كل المجالات وكل هذه التوصيات إنما نفتقر لها في زمن أقل ما يقال عنه إنه زمن التغريب في كل شيء، فشكرا لمجلس الشورى على تلك الأصالة التي تمثلت عليها توصياته، ويبقى العمل بها حرفا حرفا هو مسؤولية كل من بيده أن ينفذها ويحيلها إلى واقع نعيشه ونشعر به، وأن يكفنا الله من أراد لهذا الوطن تغريبا غريبا عليه لا يمت لنا بصلة، وسوف نبقى مجتمعا حباه الله بنعمة الدين والأخلاق، وتبقى مسؤوليتنا أن نحافظ على هذه النعمة لنكسب الدنيا والآخرة بإذن الله. @[email protected] @ebtesam777