16 سبتمبر 2025

تسجيل

1000 يوم من العزة لماذا لم تتنازل قطر ؟!

17 فبراير 2020

ربما يكون هذا هو السؤال الأبرز الذي لحق الأخبار التي تناقلتها وكالة رويترز عن تعثر مفاوضات الصلح مع المملكة العربية السعودية وتعليق استمرارها منذ مطلع يناير الماضي بعد أن تفاءلت المنطقة بتحقيق هذه المفاوضات الآمال المرجوة منها أو القليل منها في تقريب وجهات النظر بين البلدين وتضييق هوة الأزمة الخليجية المفتعلة ضد الدوحة، ناهيكم عن أن قطر قد التزمت كما هي أخلاقياتها بآداب الخلاف في وقف أي حملات تراها دول الحصار هجمات إعلامية عليها رغم أن النهج الذي سار عليه الإعلام القطري الرسمي وغير الرسمي طيلة فترة الحصار هو كشف الحقائق ورد الزيف الذي تتعرض له الدوحة منذ نشوء الحصار الجائر عليها، ولذا كان السؤال الذي أعقب أخبار رويترز هو لماذا لم تتنازل قطر قليلا لدفع عجلة الحل إلى الأمام ؟! ورغم أنه يبدو سؤالا عاما إلا أنه يحتاج إجابة محددة وهي أن قطر لم تكن يوما السبب في حدوث هذه الأزمة لتتنازل اليوم وتكون هي العنصر الفاعل لدفع الحل لملعبها الذي وضعته قطر لبدء أي حوار من شأنه أن يقلل من آثار هذه الأزمة التي أضرت بالمنطقة ككل وليس على دول الحصار وحدها أو قطر وحدها، كما أن الدوحة وأمام كل ما اتُهمت به كان مطلبها الدائم تقديم ما يؤكد كل هذه الادعاءات ضدها وحينها يمكن أن يبرر لهذه الدول ما فعلته ويلزم قطر بتغيير نهج سياستها التي لا تبدو أنها ترضي أطرافا أخرى تجد في سياسة الدوحة عرقلة لمصالح سياساتها أو مانعا لتحقيق هذه المصالح لكن أن تبادر الدوحة بتقديم تنازلات تحيد عن مبادئها الأساسية التي كانت عنوانا لها في المحافل الدولية فهذا يبدو ضربا من جنون لا تجيده قطر الواضحة في نهجها الذي امتازت به وتعاملت على أسسه مع دول العالم بأسره، بل ونجحت بهذه السياسة في اكتساب احترام العالم الذي مد أواصر التعاون معها، ولذا رأينا قطر كيف وصلت في فترة الحصار إلى أقصى علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية وأثبتت أن الحصار الذي فُرض عليها كان دافعا لأن تنجح الدوحة في تحقيق أحلامها وتطلعات شعبها وباتت بعد أكثر من ألف يوم منه أقوى وأكثر تصميما على المضي بنفس السياسة التي جعلت معظم دول العالم تسعى لأن تكون علاقاتها مع هذه الدولة الخليجية الصغيرة حجما والكبيرة إنجازا وعملا علاقات ناجحة تثبت حسن اختيارها لقطر. من حقنا اليوم ونحن نقترب من الرقم 1000 وهو عدد الأيام التي مضت على الحصار أن نفخر بقيادتنا وحكومتنا ودبلوماسيتنا التي جنحت في خط مخالف لما توقعته هذه الدول منها إلى إثبات قدرتها على المضي في نهضة بلادها وشعبها بتكاتف من يعيشون عليها من مواطنين ومقيمين حول هذه القيادة الشابة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، وأصبح الحصار ومن يقف خلفه وراءنا وإنما سعينا للحوار وهو ما أكدنا عليه منذ قيام هذه الأزمة هو لأمان منطقتنا وخليجنا فحسب وما يمكن أن يجعل شعوبها في مأمن من ويلات الأزمات التي باتت تتدافع في كل بلد ودولة من الدول العربية ولذا نجحت مفاوضات العقل والصلح أم لم تنجح فقطر ستظل منارة سلام ليس في الخليج فحسب وإنما للعالم كله والحمد لله. [email protected]