12 سبتمبر 2025
تسجيلللمرة الخامسة بعد المليون يسهم ترامب في رسم الحزن على الرياض التي تحاول جاهدة الإبقاء على صورتها القيادية في المنطقة وأن كل ما يربطها بالولايات المتحدة هي الشراكة العسكرية والاقتصادية والسياسية وليس كما يصورها ترامب في كل مرة أنها ( تبعية ) لبلاده وأنها لولا امتلاكها للمال الذي تحتاجه واشنطن لكانت السعودية تتحدث ( الفارسية ) منذ زمن طويل ولم يكن لأميركا العظمى أن تلتفت لهذا البلد الصحراوي !.. واليوم يعمق ترامب الجراح السعودية بإعلانه المتكرر: ( لولا أن السعودية تمتلك المال الذي نحتاجه لما دافعنا عنها ) وأود أن أترجم لكم هذا القول بلغتنا العربية المتأدبة لعل وقعه يكون أخف من صراحة ترامب المزعجة بمعنى: ( أنه لولا كانت لدينا بقرتنا التي تدر حليباً غنياً لسبقتنا إليها سكين الجزار) وأعني هنا بالجزار إيران طبعاً!. هل كان صعباً على الرياض وعلى محمد بن سلمان أن (يخطف رجله) بزيارة سرية إلى (ترامب) ومن وراء مجلسي النواب والشيوخ الناقمين عليه كما يفعل دائماً مع ( نتنياهو ) في زيارة غير معلنة ويطلب منه بأدب كبير أن يكف لسانه عن بلاده قليلاً ويخفف من إعلان حقيقة العلاقات التي تربط واشنطن بالسعودية وأنها في الواقع شراكة عالية المستوى دون الدخول في تفاصيل يلتقطها المغرضون ويفسرونها تفسيرات لا تليق بسمعة المملكة ؟!، فلم يكرر ترامب حديثه عن ( حليب السعودية ) الغني بالفيتامينات والبروتينات المهمة لبناء الجسم الأمريكي المتكامل والصحي في كل مرة ؟!، هل هناك دور للهجوم الذي يلقاه الرئيس الأمريكي من الكونغرس الديمقراطي والشيوخ الجمهوري بسبب علاقاته المشبوهة مع الحكومة السعودية ومع ابن سلمان تحديداً في هذه التصريحات التي لا تكف عن لغة المصالح المالية التي تربط الرياض بواشنطن فقط ؟!، وأن ترامب يحاول فعلاً التخفيف من وطأة هذا الهجوم الذي أثر على شعبيته بين صفوف الشعب الذي انتخبه وبدأ فعلاً في التشكيك بقدرة هذا الرئيس على مواصلة مشوار الرئاسة لأربع سنين أخرى قادمة خصوصاً وأن ترامب لا يزال يعزف على وتر حاجة هذا الشعب لملايين من الوظائف التي يمكن لمليارات من الدولارات التي ستقدمها الرياض لواشنطن أن توفرها للشعب الأمريكي بسهولة ودون كلفة على حكومته ؟!، في نظري مهما كانت الضغوط التي يتعرض لها دونالد ترامب فإن التصريح المتكرر بالأموال السعودية التي يقول انها في الأساس من حق أمريكا لا يجب أن تجعله دائماً يحرج القيادة السعودية التي تصمت في كل مرة ولا تنبس ببنت شفه ماعدا ردة الفعل الهزيلة التي صدرت يوماً من ولي العهد السعودي الذي قال يوماً في مناسبة شبيهة بهذه المناسبة وعلى إثر تصريح مشابه للرئيس الأمريكي وفي رد لسؤال كيف استقبلتم تعليقات ترامب بشأن علاقتكم معه ؟: ( نحن أصدقاء ويمون علينا العم ترامب والأمريكان) !، فهل يعني أن سقوط ( الميانة ) بين السعودية وأمريكا تجعل رئيس البيت الأبيض يفصح عما لا يجب الإفصاح عنه علناً في الوقت الذي يجب أن يتركه سراً بين حنايا الغرف المغلقة ؟!، وهل يعني أيضاً أن ترامب سيواصل تعليقاته الجارحة هذا متماشياً مع سياسة (الحلب المستمرة) التي ينتهجها فعلاً وواقعاً مع الرياض دون أن نتوقع أن يكف يوماً عنها احتراماً لهذه السياسة التي يمكن أن تظل قائمة على المال دون الحاجة في كل مرة لتذكير السعودية نفسها والعالم بأن كل ما يربط البلدين هو حاجة الرياض للدفاع الأمريكي الذي يتطلب في المقابل ثمناً باهظاً ستدفعه لواشنطن بالإضافة إلى إملاءات الولايات المتحدة الداعية إلى تخفيف أعبائها المالية تجاه سوريا ورميها على كاهل السعودية لتقوم بهذا الدور كاملاً ودون أي اعتراض ؟!. شخصياً أتوقع أن واشنطن والتي حشدت وزراء خارجية وممثلين رسميين لأكثر من 175 دولة أوروبية وأجنبية لمؤتمر وارسو المقام حالياً للحد من خطر ( إيران ) العدو اللدود للسعودية لن تفوت على نفسها فرصة أن تكون الرياض الراعي المالي لهذا المؤتمر لقاء الجهود الأمريكية لاستثارة العالم ضد إيران التي تجعل الرياض تشعر في كل مرة أنها مهددة وأن التمدد الإيراني يتصاعد أمام النفوذ السعودي الذي خفت منذ صعود محمد بن سلمان لسدة القرار في قصر اليمامة وتوالي المصائب التي حدثت تحت رعايته لا سيما حرب اليمن الدامية وجريمة خاشقجي المروعة وما تبعتها من أزمات وثورات رأي واتهامات مباشرة لشخص ولي العهد السعودي بالوقوف خلفها حتى هذه اللحظة.. بالعربي سيستمر ترامب في تقديم فواتيره وستظل الرياض تمد يدها بالمال وتمد وتمد وو.. !. فاصلة اخيرة: جوبز جوبز جوبز.. قصة بداية الأسبوع . [email protected]