11 سبتمبر 2025
تسجيل5 رسائل إستراتيجية عززت موقف الدوحة أمام المجتمع الدولي الحصار الفاشل أظهر قدرة الدول الصغيرة في مواجهة عواصف العدوان مؤتمر ميونخ أهم منصة دولية تقرر السياسات الأمنية العالمية فضلاً عن قضايا الشرق الأوسط الدوحة تستضيف وتدعو لمنتديات فكرية تتنبأ بمستقبل المنطقة وتبحث عن حلول لأزماتها قطر تستثمر مبكراً لمكانة دولية تستند إليها اليوم ودول الحصار تبعثر ثرواتها قطر تواصل حصد ثقة المنصات الدولية بعيداً عن عبث وصبيانية المحاصرين وجه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مجموعة من الرسائل المهمة إلى قادة العالم في مؤتمر ميونخ للأمن، ووجدت كلمة سموه التقدير في الأوساط السياسية الإقليمية والدولية، كما حظيت بتفاعل قوي من المغردين في شبكات التواصل الاجتماعي، فخاطب سموه المؤتمر مركزا على القضايا التي تهدد المجتمع الدولي وحدد موقف قطر منها قبل مناقشة قضية الحصار وفشلها في النيل من قطر والحد من حريتها ونموها الاقتصادي وتطلعها لصنع مستقبل الشعب القطري. وكانت تلك رسالة مهمة تضع النقاط على الحروف، حيث قال سموه في تغريدة له على تويتر عقب نهاية المؤتمر: "إصلاح النظام العالمي بما يضمن حرياته لا يتحقق إلا من خلال رقابة دولية صادقة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما أكدت عليه اليوم خلال مشاركتي في مؤتمر ميونخ للأمن". وكشف سموه الموقف القطري الثابت والداعي إلى معالجة الإرهاب من جذوره، مشيرا إلى أن قطر ظلت منذ سنوات تطالب المجتمع الدولي بوضع الحلول العاجلة لمشاكل ضعف التنمية وعدم العدالة باعتبارهما من الأسباب الرئيسية للإرهاب وعدم الاستقرار في العالم. الرسالة الأولى: تخطيط قطر الإستراتيجي "وولفغانغ إيشنجر" رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، قامة فكرية وسياسية، تعرفه الدوحة منذ عقود، ليس فقط حين استضافت - وكأول عاصمة عربية - الدورة الرابعة لمؤتمر ميونخ للأمن، ولكنه شارك في واحد من أشهر منتديات الدوحة الدولية والإقليمية، صحبة قامات فكرية دولية، لصياغة رؤى حول السلام الإقليمي والاستقرار والتنمية، في مؤتمر استضافته الدوحة بحثا عن استقرار الشرق الأوسط، وكان معه قامات فكرية وسياسية عرفتهم الدوحة منهم جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق، وفرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا السابق ولوران موسار رئيس برلمان لوكسمبرج . هذا الوضع يعكس بُعد المسافة بين من تتعامل معهم قطر ومن تستضيفهم ومن يضيفونها والمكانة التي تحتلها قطر، وبين الصغار الذين يعبثون بثروات بلادهم ويبددونها فيما لا طائل من ورائه . بالأمس أنفقت دول العبث مليون يورو للتشويش على دولة بتلك المكانة، دولة تستند إلى إرث من الإنجازات الدبلوماسية ومن المعرفة، ومن المكانة بين المنتديات الدولية، ومنها مؤتمر ميونخ للأمن الذي استضافت الدوحة دورته الرابعة عام 2013 يوم أن كانت دول الحصار تلهث للانقلاب على الثورات العربية، وتتآمر للقضاء على حلم الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ولقمة العيش الكريمة . الرسالة الثانية: الشرق الأوسط بحاجة إلى اتفاق أمني وليس الخلاف لقد لخّص صاحب السمو ما تحتاجه منطقة الشرق الأوسط بتأكيد سموه أمام المؤتمر على أن دول الشرق الأوسط بحاجة إلى تنحية خلافاتها جانبا وإبرام اتفاقية أمنية على غرار الاتحاد الأوروبي من أجل إبعاد المنطقة عن حافة الهاوية، وحث سموه المجتمع الدولي على مواصلة الضغط الدبلوماسي على الدول المعنية من أجل تحقيق ذلك. لقد وضع صاحب السمو قادة الدول أمام مسؤولياتهم تجاه دولهم وشعوبهم بإعلان سموه أمام المؤتمر أنه آن الأوان لتحقيق الأمان الشامل لمنطقة الشرق الأوسط. آن الأوان لكل دول المنطقة، بما في ذلك نحن، لأن تنسى الماضي وتتفق على المبادئ الأمنية الأساسية وقواعد الحكم، وعلى الأقل، الحد الأدنى من الأمن الذي يسمح بتحقيق السلام والرخاء . الرسالة الثالثة: المخاطر التي تهدد العالم استمع القادة والمفكرون إلى صوت العرب في هذا المنتدى، حيث أبلغهم سموه بأن المخاطر كبيرة والشرق الأوسط على حافة الهاوية، وحان الوقت لإبعاده عنها والتعايش السلمي مثلما نجح الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعايش والازدهار الجماعي بعدما شهدته أوروبا من صراعات مروعة، ولم تكن الوحدة فقط هي الدرس الذي يمكن للعرب أن يستفيدوه بل إن الخلاف بين دول أوروبا جاء درسا بليغا أيضا على نحو ما نتابع من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفق آليات لم تعرف إراقة للدماء ولا قطعا للعلاقات الدبلوماسية . لقد دعا صاحب السمو ضيوف مؤتمر ميونخ ليلقوا نظرة على عالمنا العربي الذي يعج بالأزمات حيث تتصرف حكومات دون أن تتعرض للعقاب أو تراعي حقوق الإنسان وسط انعدام المساءلة وهو ما جعل شعوب المنطقة تفقد الأمل وتفقد الثقة في المساءلة الدولية، وهي ترى أن المتهمين بجرائم حرب مرشحون محتملون للرئاسة في بلدانهم. الرسالة الرابعة: غاب العرب وحضرت قطر غاب العرب وحضرت قطر في مناقشات تتعلق بمستقبل سوريا والهجرة واللاجئين والإرهاب والفقر والبحث عن حلول للنزاعات التي تعصف بالمنطقة. لقد انحازت قطر إلى الشعوب منذ بداية الربيع العربي، انحازت إلى العدل والتنمية لا السلطة والثروة والصراعات السياسية. دعت إلى إعمال العقل ونبذ العنف لذلك كان من الطبيعي أن يتماهى صوتها مع الرؤى الدولية المهتمة بتحقيق السلام في العالم. ومما يؤسف له أن الصوت العربي ظل غائبا أمام المؤتمرات الدولية وانحصر في التراشق السياسي والإعلامي والدبلوماسي. الرسالة الخامسة: أزمة عديمة الجدوى حرص القادة والمفكرون في مؤتمر ميونخ على الاستماع لصاحب السمو حول الأزمة الخليجية عديمة الجدوى ومما يؤسف له أن بعض المتسببين فيها لاعبون إقليميون رئيسيون كان يعتقد أنهم من عوامل الاستقرار، لكن مغامراتهم أدت إلى تقويض الأمن والأفق الاقتصادي لمجلس التعاون الخليجي ككتلة كان العالم يرى في استقرارها ازدهارا لمحيطها الإقليمي. على أن ما استرعى الانتباه من قبل القادة والمفكرين إشارة صاحب السمو إلى ما تتعرض له دول ذات موارد محدودة من ابتزاز لمقايضة سياستها الخارجية بالعون الخارجي على نحو ما نرى في أفريقيا والدول التي أجبرت على اتخاذ مواقف مؤيدة لدول الحصار. وكانت رسالة صاحب السمو لمؤتمر ميونخ مبعث اطمئنان، حيث أكد سموه أن الحصار العبثي لم ولن يعيق مسيرة قطر وشراكتها الدولية كثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي للعالم، لكن هذا الثبات والصمود القطري لا يغني عن الحاجة إلى أمن إقليمي أوسع في الشرق الأوسط تتفق فيه دول وشعوب الشرق الأوسط على التعايش وفق آليات ملزمة من أجل إعادة البناء والرخاء تتدفق فيها المعونات عبر الحدود بلا حواجز وتتنقل فيها الأسر بحرية وأمان وتصان فيها أماكن العبادة والمواقع التاريخية والدينية حتى ننجح في إبعاد الشرق الأوسط عن حافة الهاوية.