13 سبتمبر 2025
تسجيلخلال مباراة الرجاء البيضاوي المغربي (أكثر الأندية الجماهيرية المغربية) أمام الشياطين السود الكونغو برازافيل في إطار ذهاب الدور التمهيدي الأول لدوري أبطال إفريقيا والتي جرت في الدار البيضاء مؤخرا، لفت انتباهي ما قام به جماهير الرجاء أو "التيفو" ما قبل بداية اللقاء من خلال رفع في المدرجات لوحة فنية مرسومة بكل إتقان من قبل هذه الجماهير المحبة لبلدها مستهدفة الاتحاد الإفريقي للعبة والذي فرض بجانب الغرامة المالية الضخمة عقوبة شديدة غير مسبوقة على منتخب إفريقي وهي منعه من المشاركة في ثلاث نسخ متتالية من أمم إفريقيا 2015، 2017 و2019 بعد قضية رفض المغرب تنظيم البطولة في يناير الماضي بسبب وباء إيبولا. بعيدا عن صواب أو خطأ المغاربة في تنظيم البطولة، إلا أن قرار العقوبة لم يكن مستحقا خصوصا بأنه سيحرم جيلا كاملا من الظهور على الساحة القارية بعد سنوات من الانتظار. فالمغرب بتاريخها العريق ومنذ استقلالها كانت من ضمن المنتخبات أصحاب الريادة في القارة السمراء حينما تأهلت أربع مرات إلى نهائيات كأس العالم بداية، حينما أعادت القارة إلى المونديال بعد أول مشاركة لمصر عام 1934 بالتواجد في مونديال المكسيك عام 1970 وبأسماء من اللاعبين سجلت الأسطر الأولى للكرة المغربية أمثال الحارس علال بن قصو، القائد إدريس باموس وهمان جرير صاحب أول هدف مغربي في تاريخ النهائيات أمام ألمانيا. قبل أن يأتي جيل مكسيكو 1986 بقيادة الحارس بادو الزكي، محمد التيمومي وعبد الكريم كريمو ولتكون المغرب أول بلد عربي وإفريقي يتأهل إلى الثمن النهائي قبل الخروج بشرف أمام ألمانيا. هذا الظهور تكرر مرتين أيضا في عقد التسعينيات من القرن الماضي في مونديالي أمريكا 1994 وفرنسا 1998 مع الخروج من الدور الأول وفي ظل تواجد لاعبين كطاهر الخالج، محمد الشاوشي، رشيد الداودي، نور الدين نيبت، مصطفى حاجي، عبد الجليل حادة "كماتشو" وصلاح الدين بصير، فيما كان السجل الإفريقي مرصعا بلقب أمم إفريقيا في إثيوبيا 1976 وفضية تونس 2004. بعد غياب التوهج المغربي منذ ما يزيد على عقد من الزمن، تفاءل كثيرون بجيل مهدي بن عطية، نور الدين مرابط، زكريا لبيض وعبد العزيز برادة بأن تعود المغرب إلى توهجها من دون أن يدركوا بأن آخرين كانوا يريدون أن ينسى المغرب.