15 سبتمبر 2025

تسجيل

مواطنون ومقيمون

17 فبراير 2014

مرورا بسنوات قبل الانفتاح الاقتصادي والتنموي والثقافي التي تشهدها قطر في الوقت الحالي والانتعاش الاقتصادي الذي تمر به، والذي كان له أثر اقتصادي في ارتفاع نسبة الدخل للمواطن القطري بشكل خاص والمقيم بشكل عام، وربما ارتفع مستوى الرفاهية على جميع من يعيش على أرض قطر، وكان لهذا الانفتاح آثار إيجابية وسلبية على المواطن والمقيم، وربما مابين المواطن والمواطن نفسه والمقيم والمواطن في مختلف جوانب حياته الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بشكل خاص، ولو ألقينا الضوء في البداية على المواطنين، سنجد أنهم ربما الحياة تحمل معها أعباء المعيشة وطرق العيش في طريقة الحصول على الرزق ومحدودية الدخل. وهذا كان من النواحي الاقتصادية ولكن من الجوانب الاجتماعية كانت تسود الحياة بينهم الروابط الاجتماعية والنفسية وكل قواعد الأخلاقيات والقيم الاجتماعية والتي كانت تسيطر على كل معاملاتهم سواء كان مابين المواطن والمواطن والمقيم مع المواطن، وكانت قيمة العمل والجد والإنتاج لها معان كبيرة في نفوسهم وهى الأساس في سياق الحياة العملية وحرص المواطن في الحفاظ على الكلمة الصادرة في الوعود مع مصالح الآخرين وكان يقدم الخدمات للجميع ولكل من طرق باب بيته أو عمله ولم يرد شخصا ما، وأما المقيمون الذين عاصروا قطر قبل الانفتاح فهي جنسيات كانت محدودة بعكس ما نراه الآن من آلاف الجنسيات المقيمة بيننا ولا يستطيع أحد منا أن ينكر أن هناك الكثير من المقيمين قد قدموا الكثير لنهضة قطر قبل بوادر الانفتاح عشقًا في قطر وحبًا في العمل والإنتاج وبالفعل كان لهم دور كبير وراسخ في أذهان كل منا سواء كان في التربية أو المساهمة في بنية قطر، وبالفعل كانت الحياة سائدة بكل معانيها، وكان الهدف العام هو المصلحة العامة لقطر، ويليها خدمة كل المجتمع بكل شرائحه بغض النظر عن القبلية والفروق الاقتصادية والاجتماعية واحتواء المواطنين للمواطنين والمقيمين أنفسهم، ولكن كان لضريبة الانفتاح جوانب إيجابية ويليها عوائق سلبية على المواطنين والمقيمين، وأصبح الجميع يبحث عن السير نفسه والمنهاج التابع للانفتاح ولكن بسياق مختلف، ومنها أصبح كثير من المواطنين تغلبه المصالح الخاصة والعلاقات الاجتماعية المبنية على ذلك، وأصبح البعض من المواطنين في مجال العمل لا يرغب في وجود مواطن مثله في المكان نفسه، ويرغب وبالأخص في وجود جنسية أخرى حتى يضمن بقاءه في منصبه والجلوس على الكرسي أطول فترة ممكنة، وأضاف"المواطن لا يتحمل أعباء وضغوطات العمل مثل المقيم وفي الوقت نفسه، يضمن نجاحه المستمر وتطويره في المجال، والجندي المجهول وراء هذا الستار هو المقيم ومن فترة لأخرى نعلن بالجرائد عن حاجتنا لكوادر وطنية، وما هي أسباب عزوف المواطنين عن هذه المهن، وقد يُطلق الآلاف للهروب من هذه المهن عبارات متألقة تصلح لمسلسل عربي. ولو ألقينا الضوء على بعض المقيمين من جنسيات متعددة ستجد المقيم إذا كان من جنسية معينة ويشغل منصبًا كبيرًا فيها ستجد كل العاملين الذين يعملون فيها من جنسية المسؤول نفسه، وفي هذه الحالات لا يرغب في وجود المواطن بشتى الطرق لأنه لن يتحمل أعباء العمل ومن جانب آخر تجد العديد من الحروب العملية مابين المقيم والمقيم في الوصول إلى رضا المسؤول، خاصة إذا كان المسؤول قطريًا، وإلى جانب آخر أصبح الحديث عن الجنسيات والفوارق الاجتماعية والطبقية تعرقل مسيرة العمل والإنتاج والهدف العام الذي تسعى له قطر وكأننا في واد والدولة في واد آخر، وأصبح الحديث العام هذا مواطن وهذا مقيم وهذا جنسيته كذا والأخرى كذا ومن خلال ذلك اشتعلت العديد من الفتن والتكالب على الحياة ومصالحها وأهدافها الخاصة التي تخدم الفرد دون المجتمع، والضحية الدولة وأفراد المجتمع الذين تقدم لهم هذه الخدمات، مما يعطل حركة التنمية ويبعث على حب النفس، مما يؤدى إلى زيادة الحقد والحسد بين الجميع من مواطنين ومقيمين. لذا نأمل أن تتغير كل هذه الأفكار السلبية ونعلم أولا أن الأرزاق بيد الله عز وجل وأن نعمل جميعا من أجل قيمة العمل نفسها وأننا محاسبون أمام الله ويليها خدمة هذا الوطن والذي لم يبخل على أي منا سواء كان مواطنًا أو مقيمًا، وأن نسير على طريق الآباء والأجداد في عمق العلاقات الاجتماعية والتفاني في العمل وخدمة المجتمع نفسه، ونحن قادرون على ذلك.