13 أكتوبر 2025
تسجيل* ساقتني الصدف لإدارة الضمان الاجتماعي التي تقع ضمن هيكل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وقد صححت لي تلك الفترة التي قضيتها ضمن دورة تدريبية ان هذه الادارة تقوم بدور حيوي ومهم وفي مسارات تعتمد على رؤى فلسفة " المساندة لا المساعدة " لتنقل المنضوين تحت سقوفها من ارامل وذوي الاحتياجات الخاصة والايتام والمطلقات وبكل فئاتهم العمرية وظروفهم المختلفة من خانة تلقي المساعدات المادية الى المساندة بصقل القدرات الذاتية وتنمية حس المسؤولية لمواجهة ظروف الحياة اليومية ومخاطر وتهديدات التنمية الاجتماعية وكوكبة موظفات هذه الادارة يترجمن مهامهن الوظيفية من المحطات الجامدة الى المرونة والتعامل الراقي لتتجنب هذه الفئات المهمة وتسلك حياتها وهي محصنة بادوات وقدرات ذاتية من خلال الدورات التدريبية المتخصصة في فنون الحياة بكل مساراتها. * عمل هذه الادارة جزء اصيل من فلسفتنا الاسلامية التي تحض على العمل والانتاج ومواجهة الحياة بادوات وقدرات مادية ونفسية وما لفت نظري ان الدورات التدريبية التي تعقد لهذه الشرائح لا تقتصر على التركيز على إتقان عمل وظيفي او مهني محدد بل هي جرعات نفسية وعلمية لتقوية الشخصية والغوص في مكامن النفس لحضها على مواجهة الحياة وايجاد آليات ووسائل وفق الرغبات والامكانات والقدرات الذاتية. * وقد اسعدتني الظروف ان اكون ضمن المنضويات تحت لواء دورة تدريبية بعنوان " فن تغيير مسارات الحياة " تركزت حول التعريف العلمي للضغوطات الحياتية وكيفية التعامل معها وفكفكة حبائلها وعدم الارتهان للقلق والارتكان للمشاكل وكيفية رفع القدرات لادارة الوقت واستثماره في المفيد بتحديد اهم الاهداف على المستوى اليومي بتصميم خريطة طريق تتطور للاسبوع ثم الشهر وهكذا. * مثل هذه الادارات قد تكون مغمورة ضمن هياكل وزارات عامة لكن اختصاصاتها فعلا كبيرة بل عميقة لانها تختص بتغيير نمط الحياة لشرائح معتبرة في المجتمع لها خصوصيتها ضمن رزنامة التنمية المستدامة والحراك التنموي الذي يسعى لاندماج كل فئات المجتمع في خريطة الاخذ والعطاء استهدافا لحياة آمنة كريمة. * ان ادارة الضمان الاجتماعي بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية اعتقد انها المحرك الاساسي والقدير بادارة فلسفة " المساندة لا المساعدة " بادوات متنوعة تتمثل في الدورات التدريبية المتخصصة والاستشارات الفنية بما يشبه الاستشاري الاجتماعي الذي يوجه بوصلة الحياة لمن تعثرت بهم الظروف.. وليت الادارة ايضا تستعين بذوي الخبرات الحياتية ليقدموا تجاربهم الناجحة وان يكون ذلك بعيدا عن التعقيدات العلمية البحتة لان ما يعرف بفن " الحكاوي " قد يحرك مكامن الارادة ويقوي الشكيمة بجانب انه يتناسق كثيرا مع تلك الفئات التي لم توجه معترك الحياة قبل ان تتغير عليها الظروف المعيشية ولم تتسلح بالعلم والصرف.. وشكرا لمجموعة "اوان" العالمية وللمدرب د. عادل الزايد أوفيت وكفيت.