ملكة جبال الأنديز: بويا دي ريموندي

هناك كائنات حية تزين عالمنا، ولا تتطلب منا سوى حماية ورعاية البيئة التي تتواجد فيها. وهنا نشير إلى النباتات، التي تقدم لنا فوائد جمة من أجل حياة أفضل على كوكب الأرض، الذي نعيش عليه. وبيرو، البلد ذو الأقاليم الثلاث الملحوظة، الشريط الساحلي الذي يمتد على المحيط الهادئ ؛ وسييرا: بسلسلتها الجبلية العالية ؛ كما غابات الأمازون المطيرة التي تحوي ثروة كبيرة من النباتات والحيوانات ويعيش فيها كائنات غريبة وفريدة من نوعها، مثل نبات بويا دي ريموندي Puya de Raimondi، ملكة جبال الأنديز: وهو نبات مهيب يمتلك أكبر أزهرار (مجموعة من الزهور) على هذا الكوكب. تتواجد في كورديليرا بلانكا، المنطقة الوسطى من بيرو وتقع على ارتفاع أكثر من 3800 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث حديقة هواسكاران الوطنية، في منطقة أنكاش ؛ موطن هذا النبات المذهل. في هذه الحديقة، نجد ملكة جبال الأنديز نبات بويا دي ريموندي والتي يصل ارتفاعها من 3 إلى 12 مترا عندما تزهر لمدة عام، ويبلغ قطرها 6 أمتار، والمعروفة علميا باسم Puya di Harms وأيضا بأسماء أخرى، مثل Titanca و Santon و Q'ayara و llacuas و ckara و cunco و junco. أحد أجمل نباتات الأنديز، و يتراوح عمرها مابين 40 إلى 100 عام، ولا تزهر إلا مرة واحدة عند بلوغها الـ 100 عام ثم تموت. تم اكتشافها في عام 1874 من قبل العالم الإيطالي أنطونيو ريموندي، الذي وصفها بالنبات النادر حيث تزهر بعد 100 عام من الحياة وتموت بعد التكاثر الأول. ونتج من 6 إلى 20 ألف زهرة بيضاء وما بين 8 الى 12 مليون بذرة، وتزهر بين شهري أكتوبر وديسمبر. أنطونيو رايموندي (1826-1890) الذي اكتشفها في منطقة تشافين دي هوانتار، أثناء رحلاته عبر بيرو، كان أول من خصص الاسم العلمي لها في عام 1874 فأطلق عليها اسم Pourretia gigantea، وأعيد تسميتها من قبل عالم النبات الألماني هيرمان هارمز (1870-1942) في عام 1928 باسم بويا. من المعروف أن لدينا في العالم 3 آلاف نوع من هذه النباتات المزهرة، ومع ذلك، فإن Puya de Raimondi تتميز بكونها الأكبر والأكثر عددًا في الزهور. كما ذكرنا، يمكن رؤية بويا دي رايموندي في حديقة باركوا هواسكاران الوطنية، الواقعة في المرتفعات الوسطى في بيرو والتي تم إنشاؤها في 1 يوليو 1975، وأعلنتها اليونسكو كموقع للتراث الطبيعي في عام 1985. إنها محمية للنباتات والحيوانات الفريدة من نوعها من ثراء أمريكا الجنوبية. هي واحدة من أكثر النباتات إثارة للإعجاب الموجودة على هذا الكوكب، وتشبه بشكلها الأناناس، وتعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض. تعيش برفقة إبل الأنديز، مثل الفكونيا، واللاما، والألبكة، والغواناكو، والعديد من الطيور التي عادة ما تبني أعشاشها بين أوراقها، وتلك التي يبلغ طولها مترين لها أشواك قوية، مما يسمح لها بحماية نفسها من الحيوانات الأخرى، وهي أيضًا مصدر مهم للغذاء للطيور، وخاصة الطيور الطنانة التي تحلق على ارتفاعات عالية. جانب آخر يستحق أن يتم تسليط الضوء عليه حول هذا النبات الفريد من نوعه هو فائدة جذعها الذي يصبح حطب يستخدمه السكان عندما تنتهي دورة حياته. يجدر بنا زيارة الأماكن التي يوجد فيها للاستمتاع بلحظات لا تُنسى ومعرفة المزيد عن هذا النبات الرائع.