31 أكتوبر 2025

تسجيل

مهنة المستشار، هل هي مهنة من لا مهنة له؟

17 يناير 2021

مهنة الخبير أو المستشار هي مهنة مهمة جدا لها دور كبير في تقييم الأعمال للمؤسسة وإبداء الرأي وتقديم المقترحات لتطوير الأعمال، لذلك اكتسبت مهنة المستشار أهمية وتقديراً لدوره الفاعل في المؤسسة، ولكن للأسف لا تحظى هذه المهنة حاليا بهذا التقدير نظراً لاختلاط المسمى بين من يمارس هذه المهنة بشكل فعال ومن يحمل المسمى بدون أي عمل يذكر. ويحصل ذلك عند وجود موظف في وظيفة معينة وتحصل له أو معه مشكلة في الإدارة التي يعمل بها أو مع المسؤولين فيتم التخلص منه بتعيينه كمستشار أو خبير وبكلمة أخرى (يركن على الرف) حتى إشعار آخر، وبذلك يكون الخبير أو المستشار الذي يؤدي متطلبات هذا الوظيفة مثله مثل المستشار الصوري الذي يحمل المسمى فقط، وعادة يحصل الجميع على تقييم العمل السنوي بشكل مماثل. إن التصنيف والتوصيف الوظيفي يبين المهام الوظيفية والخبرة والكفايات والمهارات الضرورية للحصول على المسمى، ولكن استخدام مسمى معين لغرض التهميش أو الركن شيء غير مقبول ويظلم حملة هذا المسمى ممن يقومون بأعمال الخبير والمستشار وهي أعمال مهمة لأي مؤسسة، ومن ناحية أخرى هل من الصحيح التعامل مع الموظف الذي توجد عليه بعض المآخذ بهذه الطريقة، ألا يجب أن يتم تحديد المشكلة من وجهة نظر الموظف وجهة عمله للوصول لحل مناسب للجميع. فإذا كانت المشكلة مع الموظف بأنه يعاني من ضعف في القدرات المهنية أو يحتاج لتطوير مهارات الذكاء العاطفي فتستطيع المؤسسة مساعدته لتطوير إمكانياته وأدائه وذلك بلفت نظر الموظف للمشكلة وأهمية العمل على حلها ومناقشة أساليب وحلول المشكلة مع الموظف والتي من الممكن أن تتضمن تقديم الدورات المناسبة له والتي تقدم له الطرق الصحيحة للتعامل مع الجمهور والمسؤولين أو طريقة العمل بشكل متقن ومتمكن ومحترف، وأيضا من الممكن أن يتم تدريبه تحت أيدي موظفين محترفين يتعلم منهم الطرق الصحيحة لإنجاز الأعمال بكفاءة، أما الركن والتهميش فهو أسلوب يضيع عمر الإنسان بدون أي إنجاز وخبرة وتطوير، وأيضا تخسر الدولة مشاركة أحد أبنائها في عملية التنمية فيؤثر دور كل شخص إيجابيا أو سلبيا على مسيرة التنمية، بل وتخسر الدولة ما يتقاضاه الموظف من راتب إن كان لا يؤدي عملا "مهمش" أو لا يؤديه بالكفاءة المطلوبة كما أنه شاغل وظيفة يحتاجها غيره ويحتاجها مكان عمله. لذلك أرجو من المسؤولين في وزارة العمل والتنمية الإدارية النظر في هذه الوظيفة وما قد يشابهها من تسميات صورية لا علاقة لها بالأعمال. [email protected]