15 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أنني سوف استمر بالكتابة عن الأحداث غير المسبوقة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، وتحديدا منذ أن تحطمت أحلام دونالد ترامب في ولاية ثانية في رئاسة البلاد والذي لم يتبق له فعليا سوى ثلاثة أيام قبل أن يتصدر جو بايدن المشهد الأمريكي، ويصبح الرئيس رقم 45 في تاريخ أمريكا التي تعصف بها أمور ما كانت لتحدث لولا اختيار الأمريكيين منذ أربع سنوات لشخص متهور وأرعن ليتولى حكم الولايات المتحدة بهذه الصورة التي حطمت صورة أمريكا العظمى. وهو ما يتعهد بايدن في حديثه لعموم الأمريكيين ويبطنها رسالة واضحة للعالم بأسره بأن هذه الصورة سوف تعود مع الساعات الأولى لاعتلائه الحكم ودخوله ردهة البيت الأبيض الذي سيغادره ترامب قبل ساعات من تنصيب خلفه بايدن ليخرج منه بمسمى الرئيس الحالي وليس السابق، باعتبار أنه غادره ولم يتم تنصيب بايدن بعد كما أنه سيحرص عند مغادرته هذه وهو لا يزال يحمل صفة الرئيس الفعلي لأمريكا على أن تقله الطائرة الرئاسية لمحل إقامته لمنتجعه في فلوريدا، وسيغادر ترامب قبل مراسم تنصيب الرئيس الجديد منافيا ما جرت عليه العادة للرؤساء المنتهية ولايتهم في المغادرة بعد تنصيب خلفائهم؛ تنفيذا لإعلانه السابق في أنه لن يكون موجودا حينما يحتفل بايدن ونائبته هاريس بفوزهما الديمقراطي الذي لا يزال يراه ترامب على أنه فوز هش تحصلا عليه بطريقة غير مشروعة إما بالتزوير أو تضليل الشعب الذي وبحسب رؤية ترامب اختاره هو لولاية ثانية، رغم أن ترامب الذي يلقى صدا غير مسبوق من شخصيات جمهورية في مجلس الشيوخ والكونغرس صوتت لغير صالحه ليكون أول رئيس في تاريخ أمريكا يتعرض لمحاولتي عزل من منصبه إلا أن الخذلان الذي يشعر به حاليا وقد يكون أقسى شعور يحس به ترامب المنبوذ من جميع المنصات الرقمية بعد إلغاء حساباته في تويتر وإنستغرام واليوتيوب والفيسبوك وأخيرا سناب شات. وعجزه عن التعبير والفضفضة حتى لأقرب مساعديه هو إعلان ابنته إيفانكا حضور مراسم تنصيب خليفة والدها جو بايدن ونائبته كمالا هاريس في خطوة وصفها الإعلام الأمريكي بأنها تتودد لحكومة بايدن حفاظا لمستقبلها السياسي الذي لا تريد أن ينهار مع انهيار والدها السياسي والشعبي وأن يُطوى مع صفحة ترامب دون عودة، وهذا الأمر لا يبدو أن يلقى استحسانا من ترامب نفسه الذي لربما يجد نفسه اليوم وحيدا بعد هذه النية الصريحة من ابنته التي تبحث عن الفائدة التي يمكن أن يحققها لها بايدن عوضا عن البكاء على أطلال والدها والتي قد لا تكون موجودة بالضرورة بعد حادثة اقتحام مبنى الكابيتول وسرقة بعض محتوياته بحسب نتيجة التصويت الذي أقرته نانسي بيلوسي في مجلس النواب وفازت بتصويت أكثر من 230 صوتا لعزل عدوها الأشقر اللدود والخضوع لمساءلة يمكن أن تفضي لمحاكمته علنا واستصغاره حتى بين مناصريه الذين يتعرضون حاليا لملاحقات قانونية وزُج معظمهم في السجن على أثر حادثة الكونغرس الشهيرة والتي حولت مشاعر بعض الجمهوريين الذين يعود ترامب بحزبه لهم إلى مشاعر عداء ضده، إذ صوت عشرة منهم لعزله ومحاكمته. بينما يتحول نائبه مايك بنس شيئا فشيئا وبصورة واضحة ليكون ضده بعد أن اتصل بهاريس ليهنئها بالفوز، ويقدم مساعدته في مراسم تنصيبها مع بايدن وإصراره على أن مصلحة البلاد لديه تأتي في المرتبة الأولى والأخيرة حتى وإن كان هذا على حساب ترامب نفسه الذي عبر عن عدم محبته لبنس إذا ما شهد ضده يوما، ولذا لا يبدو أن ترامب سيخرج فائزا حتى مع مغادرته النهائية للبيت الأبيض، وقد يعود للواجهة لكن ليس من الباب (الشرفي) لها ولكن من الباب (الشرقي) الذي سيتخذ صورة محاكمة قد تفضي به خلف القضبان من سوء حظه وحسن حظ أعدائه بلا شك. @[email protected] @ebtesam777