09 سبتمبر 2025
تسجيللم أعرف محمداً.. لم التق به شخصياً، لكني تألمت بشدة من خبر رحيله المبكر وهو في عمر الزهور.. عمر القوة والعطاء.. فُجِعْت، خنقت الغصة صوتي وأنا أبلغ أهلي بخبر وفاته، تألمت بشدة لإحساسي بشعور والديه وأهله وأصدقائه في هذه اللحظات. حاولت الاتصال بوالده لمواساته والتخفيف عليه في مصابه الجلل وكما توقعت لا يرد على الهاتف. اتصلت بعمه الذي تجمعني به صداقة طويلة فرد علي بصوت يملؤه الأسى والحزن فبادرته بقولي: شدوا حيلكم لله ما أعطى ولله ما أخذ، فتمتم قائلاً: الحمد لله ولاحول ولا قوة إلا بالله.. رحل محمد ونحن نجهز لحفل زفافه!. يا الله كم ازداد حزني بعد سماع رده، إنه الرحيل المبكر والمفاجئ.. المؤلم والصادم.. الرحيل الذي يجعل الجميع في حالة من عدم التوازن. ازداد ألمي عندما قرأت كلمات والده الذي ينشر في هذه المساحة من جريدة الشرق كل خميس مساهماته البناءة لرفع راية الوطن وإعلاء شأنه، قرأت كلماته مخاطباً رئيس تحرير الشرق : «فجعت اليوم بوفاة ابني محمد في حادث، أرجو إيقاف نشر مقالاتي إلى أن يشاء الله، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه». رحمك الله يا محمد وثبتك عند السؤال، وتقبلك القبول الحسن، وأحسن الله عزاءك يا أخي عبدالعزيز ومسح على قلبك بفراق قطعة من روحك، وجمعك به في جنات النعيم. إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ. ذهبت في صباح اليوم التالي لصلاة الجنازة ولألقي النظرة الأخيرة على من لم يمهلني الوقت لتهنئته بالزواج، كنت سأراه مرتدياً بشت الزفاف فكيف تحول بشت الزواج إلى كفن الوداع. المصاب جلل في فقدان محمد وغيره من أبناء الوطن الذين رحلوا مبكراً ضحايا الحوادث المرورية، أولئك الشباب المعول عليهم كثيراً في حمل الراية وحماية الأوطان، خسارة الوطن لأبنائه صعبة التعويض ولكن لكل أجل كتاب وإن اختلفت الأسباب. alkuwarim @hotmail.com