04 نوفمبر 2025
تسجيلتركي شخص سيء الطباع؛ فهو بخيل، ومتكبر، وأناني، وحاقد. ولكنه لا يعترف بوجود هذه الصفات فيه، بل يصف الآخرين بنفس هذه الأوصاف. فعندما يدخل في صدام وصراع مع شخص (ولك أن تتخيل أن شخصاً بهذه الصفات هو في صدام يومي مع الآخرين)، فإنه ينعته بالبخل والتكبر والأنانية ويتهم الشخص بالحقد عليه. هذه الطريقة تعتبر إحدى الحيل الدفاعية النفسية وتسمى بالإسقاط Projection، يلجأ إليها الشخص لوصف الآخرين بصفات هي أساساً فيه، ولكنه ينكر ذلك على نفسه. فالكاذب يصف الآخرين بالكذب، والسارق يصف الآخرين بالسرقة، وهكذا. يلجأ الشخص لهذه الحيلة الدفاعية حتى يتخلص من الشعور النفسي السلبي بسبب وجود هذه الصفات فيه، وكذلك حتى يبدأ هو بالهجوم على الآخرين؛ فيكون في موقف أفضل من الدفاع عن نفسه. يظهر ذلك جلياً في قصة امرأة عزيز مصر مع يوسف عليه السلام حين راودته عن نفسه، واتهمته بنفس الفعل أمام زوجها! يقول المثل العربي: "رمتني بدائها وانسلّت"، وقصة المثل أن رجلاً تزوج من امرأة فائقة الجمال، وكانت زوجاته الأخريات يغرن منها ويسبونها بقولهن: يا عفلاء. فشكت إلى أمها، فقالت الأم: إذا سببنك مرة أخرى فسبيهن. فسبتها بعد ذلك أحدهن، فردت عليها: يا عفلاء (نفس الصفة التي يسبونها بها) فقالت ضرتها: رمتني بدائها وانسلت. فذهبت مثلاً. مثل هذه التصرفات نجدها في الكثير ممن حولنا، فالشخص الذي تزيد فيه نزعة تصفية الحسابات والإقصاء والإستقواء على من يظنهم ضعفاء، هو أيضاً نوع من الإسقاط النفسي، فهذا الشخص يعاني من نقص شديد في السلوكيات الحميدة وزيادة كبيرة في السلوكيات القبيحة، مما يجعله غليظاً سيء الطبع مع الآخرين ويصفهم بنفس الصفات التي يعاني منها؛ فيشعر أنه ليس وحيداً في الوحل.