29 أكتوبر 2025
تسجيلفي محطات الحياة المختلفة، القريبة أو البعيدة منا ، إن كنا في غرف الانتظار في المستشفيات وصالات المطارات والمكتبات العامة ، وفي الحدائق أحياناً كثيرة نلتقي بأشخاص عابرين ، لانعرفهم ولايعرفوننا ، ولكنهم يتركون في قلوبنا وعقولنا أثرا لا تمحوه الأيام .أحياناً كثيرة وأنت في غرفة الانتظار في المستشفى ، تنتظر طبيبك ليخبرك بنتيجة الفحوصات، يغلفك التوتر أحياناً بين استغفار ونظرات متقطعة لعقارب الساعة المعلقة على الجدار ، فيبعث الله لك الطمأنينة في هيئة بشر ، عابر لا يعرفك، ولكنه يربت على كتفك بحب وهدوء وسلام ، وكأنه يخبرك بأن الدنيا بخير، وأن من خلقك لن يتركك، بل هو دائماً معك ويرسل خلقه ليحيطوك ببشائرهم؛ لهذا لاتقلق وكن بخير .العابرون هم أشخاص لا يريدون منك شيئا يُذكر ، لا مصالح بينكما ، لهذا فإن لقاءك بهم أشبه بالنسيم العابر، ينعشون الروح ويتركون في الذاكرة عبيرا بل ويزيد!قد تعتقد كثيراً بأنك صاحب نفوذ، أو تمتلك من العلم والثقافة ما يكفيك ، ولكن تلتقي ذات يوم بعجوز مسنة أو بطفل صغير ، يمنحانك درساً حروفه مختلفة، أرقى مما تعلمته في الجامعات والمعاهد ، فهو عابر للغات والثقافات والدروس ، يترك في عقلك صوتا لا يمحوه ضجيج الحياة من حولك ، تعتقد بأنه التقاك صدفة، وتنسى أن من أرسله لك هو العزيز المعطي الذي منحك فرصة جديدة في الحياة!أُكرر، العابرون سريعاً في حياتنا كالنسيم ، لا يُتعبون قلوبنا ولا نشعر معهم بالندم والقلق والحيرة ، خُطاهم سريعة في دروب حياتنا ، وأثرهم عميق يسكن القلب ، ويغير أحياناً مجرى الحياة؛ لأنهم منحونا في لحظة عبور أن نرى العالم حولنا من منظارهم ، بعدها تتضاءل آلامنا، ونتأكد من أن ما نتذمر منه اليوم هو ما يحلم به غيرنا، ذلك الذي يعيش على الضفة الأخرى من النهر! صوت :ما أجمل العابرين الذين يغرسون في أرواحنا زهور أمل دون أن يعلموا!