10 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة الأمراض النفسية والعضوية

17 يناير 2017

كل جانب من جوانب حياتنا العلمية والعملية يحتاج إلى درجة من الوعي والثقافة لتجنب الكثير من التحديات والآثار المصاحبة لها ، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الصحية بالمقام الأول ، وعلما بأن الصحة النفسية والعضوية من أهم العوامل الأساسية ضمن اهتمامات الفرد والدولة وربما تسخر ميزانية هائلة من أجل الصحة اقتداء بأن العقل السليم بالجسم السليم ولا نستطيع أن نغفل الدور الحيوي الذي تقوم به الجهات المختصة في نشر الوعي الثقافي بالصحة بما يتناسب مع الإمكانيات المالية الحالية ولكن السؤال يطرح نفسه لماذا لا يتم التركيز بصورة مماثلة للأمراض النفسية ونشر الوعي الكافي لها في الإعلام المرئي وغير المرئي كما تأخذ الأمراض العضوية الحيز الكبير بالتوعية ؛ خاصة أن الأمراض النفسية مازال الكثير على حسب المستوى الثقافي لشرائح المجتمع يجهل أن المرض النفسي لايقل أهمية عن المرض العضوي ، خاصة أن بعض الأعراض النفسية سببها بيولوجي وتحتاج إلى تدخل طبي وعلاج بالجلسات النفسية والأخرى منها أسهمت فيها الظروف الاجتماعية المحيطة بالفرد وتحتاج أيضا إلى استشارة طبيب نفسي وتوجيه وإرشاد ولكن ما يتم ملاحظته وحسب ما صوره لنا الإعلام وثقافة المجتمع السائدة لدى البعض أن المرض النفسي يعتبر (وصمة اجتماعية) ولا يفضل أن يفصح عنه الفرد وربما يعانى الكثير من المرض النفسي كالاكتئاب أو القلق والتوتر والانفصام وغيرها من الأعراض النفسية ويتحمله ولا يفضل الذهاب إلى طبيب نفسي تخوفا من نظرة المجتمع للمريض النفسي والتي بحاجة إلى مزيد من الوعي الثقافي بها تتناسب مع ثقافة المجتمع السائدة والتي ربما نجد الكثير أيضا قد يسافر للخارج للمتابعة مع طبيب أو اختصاصي نفسي تخوفا من أن يعلم أحد بمرضه وربما تكون بعض الحالات المرضية بسيطة أو أمر طبيعي نتيجة ظروف بيئية أو اجتماعية وتحتاج إلى تدخل طبيب نفسي فقط من خلال الجلسات ولكن يخشى الكثير نظرة المجتمع السائدة وربما لعبت وسائل الإعلام دورا كبيرا في ترسيخ هذه الثقافة السائدة والتي صورت الطبيب النفسي من خلال المسلسلات التليفزيونية والأفلام العربية في صورة غير لائقة ولذا فبالتحولات الثقافية والتنموية والسياسية والتكنولوجية اتسعت الآفاق الفكرية وزادت التحديات والأعباء وأصبح يعانى الكثير من الضغوطات النفسية ولكن يتلاشها مما تؤثر على الصحة بشكل عام ولذا مانأمل له فى المراحل القادمة التركيز من خلال كافة الوسائل الإعلامية المتاحة بتسليط الأضواء التوعوية بنشر الثقافة النفسية وأهميها والوقاية منها وكيفية علاجها بنفس الحيز الذي يشار إليه بالاهتمام بالثقافة الصحية والعضوية بشكل عام ويليها التركيز على مدى أهمية الصحة النفسية في خلق شخصية سوية بالمجتمع وهو جزء لا يتجزأ منه.