10 سبتمبر 2025
تسجيلاشترت شبكة الجزيرة الإعلامية تلفزيون "كارنت تي في" الأمريكي الذي يواجه صعوبات مالية، في صفقة ستتيح لها دخول سوق القنوات التلفزيونية الأمريكية، وستسمح هذه الصفقة لقناة الجزيرة دخول ملايين المنازل الأمريكية، وستبث أخبارا محلية وأجنبية للمشاهدين الأمريكيين عند إطلاقها هذه السنة.لقد نجحت قناة الجزيرة منذ انطلاقتها في عام 1996 أن تكون القناة الإخبارية الأولى في العالم العربي، حيث وصلت إلى قمة نجاحاتها مع بداية الربيع العربي لتغطيتها المباشرة للعديد من الأحداث المتزامنة للمشاهد عبر شاشتها المقسمة. وكثيرا ما تمت الإشادة بقناة الجزيرة باعتبارها أحد المؤثرات القوية التي دفعت بثورات الربيع العربي في المنطقة، منذ أن قامت الشبكة بتغطية مجريات أحداث الشرارة الأولى التي أشعلت حماسة الثوار في تونس، والتي أضاءت ومهدت الطريق للانتفاضات في مصر وليبيا واليمن وسوريا. ولكن في الفترة الأخيرة وبعد دخول كثير من القنوات على خط الجزيرة في نقلها للأحداث، ونسبة لوجود هامش حرية كبير في بعض دول الربيع العربي، انخفض عدد مشاهدي الجزيرة بسبب سياستها التحريرية كما ذكرت مجلة "إيكونوميست" هذا الأسبوع، كذلك بسبب انحيازها لبعض الأطراف.ورغم أن وسائل الإعلام قد تختلف في ضوابطها وأنظمتها، إلا أن خصائص الحياد والموضوعية والمصداقية تظل هي المقياس الحقيقي لنجاح أي وسيلة إعلامية، وبدخول الجزيرة سوق الإعلام المرئي الأمريكي، فإنه لا بد لإدارة شبكة الجزيرة من أن تعي أن الإعلام صناعة مزدهرة في أمريكا، وعليها أن تكون واضحة في رؤيتها وفي طريقة تحريرها للأخبار حتى لا تصبح كقناة الحرة التي فقدت مصداقيتها منذ زمن طويل، الأمر الذي حدا بالحكومة الأمريكية لمناقشة ميزانيتها الضخمة وجدوى استمرارها. تستطيع قناة "الجزيرة أمريكا" التأثير على الرأي العام الأمريكي من خلال حقيقة أن الرأي العام صناعة لها قوانينها، وألا تكون أداة سياسية على حساب كونها وسيلة إعلامية، لأن اللوبي الصهيوني داخل وسائل الإعلام الأمريكية سوف يقف بالمرصاد في وجه نجاح وتقدّم قناة "الجزيرة أمريكا" الوليدة. وستتمكن الجزيرة إذا ما نأت عن الأيديولوجيات والصراعات والأجندات الخاصة عبر الحيادية والموضوعية من مخاطبة العقل الأمريكي على أساس الحقيقة والاجتهاد.وعلى إدارة شبكة الجزيرة أن تضع إستراتيجيتها الإعلامية الخاصة بالمجتمع الأمريكي والغربي بحرص وحذر شديدين، وألا تدخل إلى السوق معتمدة فقط على ميزانية مفتوحة كما فعلت الحكومة الأمريكية مع قناة الحرة. وأن تقوم بتعيين إدارة جيدة وكوادر مؤهلة تستطيع من خلالها كسب مصداقية المشاهد الأمريكي، مصطحبة معها سجلها الحافل بالنجاح الذي شهد به "كولن باول" وزير الخارجية الأمريكي الأسبق حينما قال يوماً: "إنها القناة الوحيدة التي يشاهدها"، وكما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" في عام 2011: "قد لا أتفق مع قناة الجزيرة الإنجليزية، ولكن كنت أشعر بأنني أحصل على الأخبار الحقيقية على مدار الساعة".