"السيد" وجمعية الفنون التشكيلية

جميل أن يأتي إلينا أحد الفنانين العالميين المتميزين لتزيين أربعة أنفاق على طريق سلوى، حيث يعتبر هذا المشروع جزءاً من مشروع تطوير طريق سلوى الذي يهدف إلى تحسين الطريق الحالي من خلال انشاء واستحداث اربعة مسارات في كل اتجاه مع طرق خدمية. حيث من المقرر أن يزين "الفنان العالمي" كلّاً من الأنفاق الأربعة بجداريات فريدة ومختلفة، مستوحاة من حكايات خاصة بالثقافة القطرية، ومعالم أخرى من الحياة في قطر.. هذا الفنان الجرافيتي اسمه "السيد" وهو فرنسي الجنسية وتونسي الأصل، كلفته هيئة متاحف قطر وهيئة الأشغال العامة (أشغال) بإقامة سلسلة من ورش العمل الناجحة مع طلاب متحف الفن الإسلامي عام 2010.. والآن عاد "السيد" إلى الدوحة للبدء بتنفيذ مشروع رسم جداريات على طريقة “الكاليجرافيتي”، وهو فن يمزج بين الخط العربي ورسوم الجرافيتي.. نقف قليلاً عند جملة: إن هذه الجداريات "مستوحاة من حكايات خاصة بالثقافة القطرية"، نعم سيحكي هذا الفنان العالمي قصة إنجازات على ارض قطر الحديثة، وسيحفر "السيد" اسمه بحروف من ذهب ستذكره الأجيال القطرية القادمة، بعيداً عما سيقبضه نظير هذه الخدمة كونه فناناً له مكانته وقيمته الفنية على المستوى العالمي.. نعم سيقدم هذا الفنان خدمة للوطن لا يملكها الفنان القطري، رغم تاريخ الفن التشكيلي القطري ووجود أسماء محترفة وصلت للمحافل العالمية بفنها وابتكاراتها.. نسأل لماذا تغيب الجمعية القطرية للفنون التشكيلية عن المشاركة الفعلية في النهضة الحديثة لبلادنا العزيزة؟ لماذا لا تفرض ريشة رساميها وأبداعات فنانيها في مثل هذه المشاريع التاريخية التي تشهدها البلاد في نهضتها الحديثة؟ وهي لحظة مهمة يجب أن تكون لهذه الجمعية العريقة حضورها وكلمتها الأولى، فمنذ زمن ونحن نستمتع ويستمتع معنا كل وافد للبلاد بمشاهدة المجسمات الجميلة على كورنيش الدوحة، بمحاذات فندق الشيراتون والمتمثلة بنصب لـ "دلة القهوة" و"المرش" أبدعها فنان قطري بخامات الجبس المحلية، وهو ما يؤكد قدرة الفنان القطري على الإبداع لو تحركت جمعيتهم العريقة بأخذ المبادرة لإثبات الوجود.. الفرصة بالطبع متاحة كي تتحرك جمعيتنا العريقة بجدية واخذ زمام المبادرة في فرض تشكيلات "مستوحاة من حكايات خاصة بالثقافة القطرية" التي ستتذكرها الأجيال أيضاً. وسلامتكم