14 سبتمبر 2025
تسجيلكلما نظرت إلى خريطة بلاد الشام (سورية الحبيبة) أزداد قلقا وخوفا على امتنا العربية، أخشى على وطننا العربي كله من الهلاك الذي يحرص على تنفيذه الكثير من الحكام العرب الذين لم يدركوا حتمية التغيير. العراق ضاع منا وبإرادة حكام عرب أسهموا في ضياعه بوعي أو من دون وعي، السودان يسير نحو الضياع عن طريق التفكيك وإعادة التركيب لصالح قوى أجنبية معادية وقياداته الحزبية والدينية منشغلة بمحاربة النظام القائم، والنظام القائم لم يدرك أنه لم يقدم مشروعا يجمع الكل دون الاستبداد بالسلطة. الصومال ضاع وتفتت وأخرج من اهتمامات جامعة الدول العربية بكلمة أخرى إسرائيل تتمدد وتتوسع باطمئنان في مجالنا الحيوي ونحن ننكمش، وحكامنا يصرون على أن يحكموننا أو يقتلوننا ولا يريدوننا شركاء في الوطن بل يريدوننا مسخرين لخدمتهم ولأبنائهم من بعدهم. (2) جامعة الدول العربية استيقظت من غفوتها التي طال زمنها فوجدت سورية الحبيبة في كارثة، شعب يريد الحرية والانعتاق من نظام الحزب الواحد انطلاقا إلى التعددية والإصلاح، ونظام يرفض ذلك ويقاوم مستخدما كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والاغتيالات والاختطافات دون رادع أو إحساس بحق المواطن غير المسلح في اختيار نظام حكمه. حاولت الجامعة العربية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب السوري الذين يتعرضون لحرب طاحنة يقودها نظام بشار الأسد فأرسلت المراقبين العرب لتتأكد من صحة ما يقول به نظام الحكم بأنه يتعرض لمؤامرة أجنبية للإطاحة به والقضاء على كل إنجازات الشعب السوري كما يقولون ودون أن يقدموا دليلا واحدا على تلك المؤامرة. انسحب البعض من المراقبين العرب لأنهم وجدوا أنفسهم في دوامة يصعب عليهم أداء واجباتهم بكل أمانة ونزاهة وشرف، وأعلنوا عن بعض ما شهدوه من قسوة النظام السياسي وجبروت مؤسساته الأمنية ضد المواطنين. من هذا نستطيع القول إن مهمة المراقبين العرب في سوريا فشلت بكل المقاييس وستنسحب في غضون الأيام القادمة معلنة صعوبة القيام بواجباتها تجاه الشعب السوري. (2) في هذا السياق كان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو من أكثر الزعماء العرب حرصا على سلامة سوريا وطنا ومواطنا، ولمعرفته باستحالة تحقيق إنجاز عن طريق المراقبين العرب دعا إلى تشكيل قوة عربية وإرسالها إلى سورية لحماية الشعب السوري ووقف إراقة الدماء. يرى الكاتب وجاهة المقترح، لكن هل ستقبل القيادة السورية دخول قوات عربية لحماية مواطنيها من قهر النظام السياسي وجبروته؟ لقد مررنا بتجربة في لبنان في1976 وبموافقة الحكومة اللبنانية على استقبال قوات ردع عربية على أراضيها للحيلولة دون انتشار الحرب الأهلية هناك، ومع الأسف فشلت تلك القوة العربية وتولت سورية مهامها في لبنان طبقا لقرار الجامعة آنف الذكر وبقيت حتى أخرجت عام 2005. إن الكاتب يستنتج من مقترح سمو أمير دولة قطر أنه ضد تدويل المسألة السورية وهذا أبلغ رد على ما تنشره وسائل الإعلام السائرة في الركب القمعي لسورية بأن قطر تحرض المجتمع الدولي على نظام " المقاومة والممانعة " في دمشق. الأمر الثاني، إذا كانت جامعة الدول العربية جادة في إنقاذ ما تبقى من الشعب السوري فعليها أن تقيم ملاذات آمنة للمعذبين السوريين وحمايتهم بقوة السلاح وتوسيع دائرة ذلك الملاذ. الأمر الثالث على قوى المعارضة السورية الداخلية والخارجية أن توحد مواقفها وأن تترفع عن تقاسم المغانم قبل سقوط النظام، وفي حالة سقوطه فلابد للمعارضة من أن تكون وطنية من أجل الوطن وليس من أجل تحقيق مصالح ذاتية أو طائفية أو حزبية أو أقلية عرقية لأن ذلك سيقود إلى التفتيت والتجزئة للوطن كله. (3) يؤسفني القول إن الجامعة العربية تكيل بمكيالين أحدهما سوري والآخر يمني فهي مهتمة بالشأن السوري وعبث الحاكمين به.بينما الشعب اليمني يتعرض لأبشع صور العذاب قتل وتجويع وتخريب بيوت وبطالة وتمزيق للوحدة الوطنية، والجامعة العربية لا تحرك ساكنا، مجلس التعاون الخليجي فشل في إلزام النظام على الالتزام بما تم الاتفاق عليه دون تدخلات في شأن الحكومة الانتقالية، ما برح الشعب اليمني الثائر يطالب بحقوقه المشروعة في اختيار نظام الحكم الذي يريده والقصاص من كل من ألحق الأذى بالوطن والمواطن على مدي ثلاثين عاما، ما انفك الشعب اليمني يعلن أنه ليس من حق الدول أو أي نظام يمني أن يمنح الحصانة القضائية والقانونية لكل من آسى للشعب اليمني طوال الثلاثين عاما. آخر القول: نناشد شرفاء المؤتمر الشعبي العام أن يعملوا من أجل اليمن لا من أجل المصالح الآنية، كما نناشد شرفاء الجيش العربي السوري وحزب البعث إنقاذ سورية من الهلاك قبل فوات الأوان.