11 سبتمبر 2025

تسجيل

تحمل المسئولية

17 يناير 2011

هذه الكلمة التى قالتها ابنة النبى الصالح (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) سورة القصص، كم هى ادركت ان من هو خير لان يعمل عندهم ويقدم لهم الخدمة هو هذا الرجل الذى فعل لهما ما كانتا تنويان فعله لكن بعد ان يذهب الناس عن هذه البئر لكى يقضيا حاجتهما لكن موسى عليه السلام لما عرف موقفهما قضى لهما حاجتهما وكان اميناً فى تصرفاته معهما لذا توجهتا بالنداء لابيهما لان يستأجر هذا الرجل الذى لم تعلما عنه شيئا قبل هذا الموقف الا انه امين لما قدمه لهما من خدمة وتصرفه معهما بعدها فهذه شهادة منهما بانه الرجل المناسب لهما لمعاونتهما فيما هما بحاجة اليه ان هذا ما يسعى اليه الكثير منا فى حياته اليومية ويطلب فيها من هو اهل لتحمل جزء من العمل عنه فى اى موقع من مواقع الحياة سواء فى المنزل او العمل الخاص او العام لذا يسعى الكل منا لكى يجد منه من هو اهل لتحمل المسؤولية عنه على ان يتصف بصفة الامانة وهذا شرط ضرورى واساسى حتى تكتمل المسيرة والا تكون هناك معوقات وانكسارات فى مجريات الحياة لكن البعض ممن تسند اليهم هذه المهمة الشاقة التى ابت السماوات والارض تحملها لانها عبء ثقيل ومع قوة هذين الا انهما ابيا تحمل ذلك فاسندها الخالق عز وجل الى بنى آدم الذى وضع فيه الثقة لانه اعطاه العقل المدبر والمفكر فى الخير والشر ويوازن بينهما ومع ذلك لم يكن بعض من عباده اهلا لهذا التكليف الالهى فاخذ بعضهم يخون هذا الامر لذا وضع له جزاء وعقابا رادعا الا وهو قطع اليد والرجل ان استمر الامر معه وعليه بدت التعاملات بين البشر تشوبها الكثير من المغالطات والتصرفات التى لا تسير الامور كما ينبغى مع ان من اوكل المهمة لغيره من البشر من بنى جنسه لم ينس مراعاة حق من اوكل له المهمة بتحمل هذه الامانة لكنه مع ذلك يتصرف وكأنه لا يعلم عن عواقب ذلك التصرف شيئاً يذكر لذا اصبحت الامة فى وضع حرج فى التعامل بين بعضها البعض لانها لم تسر على ما امرها به نبيها محمد (ص ): حيث قال: لا تزال امتى بخير ما اتخذوا الامانة مغنماً، والصدق مغرماً. وقال على رضى الله عنه: اداء الامانة مفتاح الرزق، وهذا ما نراه من البعض الذين لم يكونوا على قدر المسؤولية مع انها مصدر رزقهم حتى وان كان قليلا. والذى قيل فيه قليل دائم خير من كثير زائل لما يرتكبه من يطلب الغنى السريع بغير حق ينقلب عليه الامر ويجرد من كل شيء وهذا ما رواه لى احد الاصدقاء من انه ائتمن احد الاشخاص على حلال له لكنه لم يجد من ذلك الشخص الا ما ادى الى انهاء علاقته به مع انه لم يقصر معه فى اعطائه حقه وقد يكون فيه زيادة مع ان هذا الشخص المؤتمن قد مضى على وجوده عند صاحب الامانة وقت طويل ومع ذلك لم تنفع هذه العشرة الطويلة وقد قال ابوتمام: وارع الامانة، والخيانة فاجتنب واعدل ولا تظلم يطيب المكسب من روائع الحكمة.