06 أكتوبر 2025
تسجيلفي تجربة مثيرة للاهتمام في عدة دول، قامت بعض الحضانات بالتعاون مع دور رعاية المسنين بدمج بعض الأنشطة بين الأطفال والمسنين، وكانت نتائجها مبهرة للطرفين (الأطفال والمسنين). بدأت مثل هذه المبادرات من اليابان في السبعينيات، ثم انتشرت في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى، والهدف منها هو كسر الوحدة والملل اللذين يعاني منهما كبار السن في دور الرعاية. أجريت عدة دراسات لبحث نتائج هذه المبادرات، وجدت إحدى الدراسات اليابانية أن هذا الدمج جعل المسنين يقومون بأدوار أخرى عن طريق شعورهم بأن عليهم رعاية هؤلاء الأطفال وتعليمهم والتحدث إليهم، وهو ما أشبع الحاجات الإنسانية للمسنين بإعادة الشعور بالمسؤولية بأن أصبح لهم دور ومساهمة في المجتمع، مما كان له أثر كبير في إضفاء السعادة وتحسين النقاشات فيما بينهم. ووجدت دراسة أمريكية أن هذا الدمج جعل الأطفال يقدرون كبار السن بشكل أفضل من أقرانهم، الذين لم يتح لهم الاختلاط بشكل كبير مع كبار السن ويتصورون بأن المسنين غير قادرين على فعل أي شيء. كما أن هذه التجربة ساهمت بشكل كبير في تحسين القدرات الاجتماعية للطفل، وجعلته يتمكن من التعامل بشكل أفضل حتى مع ذوي الإعاقة بكل أريحية، بينما الأطفال الآخرون قد يشعرون بالانزعاج وعدم الراحة وعدم القدرة على التعامل والتواصل معهم، كما لاحظ الموظفون تحسناً كبيراً في صحة ونفسية ونشاط كبار السن، وتباطؤاً في أمراض الشيخوخة. لعل مجتمعاتنا المتماسكة تعيش ظروفاً أفضل بكثير من المجتمعات القائمة على الفردية، ولكني أعتقد أنه من المناسب إجراء مثل هذه التجارب والأنشطة المشتركة بين الأطفال والمسنين، فهي بالتأكيد ستفيد الطرفين، كما أنه من المفيد جداً إشراك كبار السن في رعاية الأطفال، فهذا كفيل برفع معنوياتهم وشعورهم بالمساهمة والمسؤولية. khalid606