الوطن حب وعز

لن يعرف قدر الوطن إلا من تغرب وابتعد عن أرضه التي ولد فيها ومهما طالت تلك الغربة فالحنين للوطن مستمر يلفت نظرك أي لون يمت للون علم بلدك وأي شخص له ملامح مواطني بلدك، تشهق بالفرح عندما يسألك أي أحد من أين أنت ؟ فترد من قطر. نعم أنا من قطر التي ولدت فيها في أقدم حي في الدوحة سوق واقف، هناك تفتحت عيناي وعرفت معنى ما هو الوطن ؟ كل خطوة خطتها قدماي وأنا صغيرة ما زالت مرسومة على شوارع سوق واقف وسكك الجسرة. نحتفل باليوم الوطني، اليوم الذي يجسد ذكرى غالية على نفوسنا، إنها ذكرى تأسيس قطر على يد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني الذي استطاع بكل حزم وقوة وثبات على الحق أن يؤسس دولة أعزها الله وأكرمها بثروة عرفت كيف تستثمرها وتنميها لصالح شعبها الذي لم تبخل عليه بشيء من جميع المجالات فأدركت معطيات الحياة العصرية وما تتطلبه من تطور وإنجازات لتكمل بقياداتها المتعاقبة ما بدأه المؤسس الذي لا شك أنه كان يدرك أنه سيخلف من بعده رجال يحملون الأمانة وحفظ الوطن. فالإنجازات لم تتوقف فقطارها يسير بكل خطى ثابتة في التعليم والثقافة وتطور المنشآت واستثمار الثروة النفطية في مشاريع عملاقة تدر دخلا متواصلا من أجل تنمية مستدامة لعيش كريم ورفاهية واعية تدرك أهمية حماية مقدرات البلاد وعدم إهمالها والتكاسل عن الاستمرار في تنميتها واستثمارها بشكل جيد يعود بالخير والعز على المواطنين. والحمد لله إننا في عز وخير بشرنا به صاحب السمو أمير البلاد المفدى، فقد أضحت بلادنا تستهلك أغلب ما تنتجه مزارعها ومصانعها وتوفر الكثير مما كانت تنفقه على استيراد احتياجاتها، وأدرك شبابها أهمية العمل والإنتاج فأبدع وأقام المشاريع المبتكرة التي تعود عليه بالربح والخير على غيره، وعرف ما يمكن أن يعود عليه من العمل الخاص الذي استطاع أن يعطي فيه من أفكاره وخبراته، ولم تقصر الدولة في دعم هؤلاء الشباب لمزيد من الجد والاجتهاد. وإذا كنّا نحتفل بهذا اليوم الأغر فإننا نحتفل بعز هذا الوطن الذي نراه في عيون الجميع من خلال فرحتهم وبهجتهم واستعداداتهم للاحتفال كل حسب إبداعه فيه. فهنيئاً لقطر قيادتها الشابة الأبية الحكيمة التي تقود سفينة الوطن دوما إلى بر الأمان والأمن، حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها الأبي. [email protected]