23 سبتمبر 2025
تسجيللو استقرأنا الصيغة التعاونية لمجلس التعاون الخليجي مع بداية إنشائه 1981، والتي اتفق عليها جميع قادة دول الخليج الست لوجدنا من ضمنها تحقيق التعاون والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولا الى وحدتها وتوثيق الروابط بين الشعوب وغيرها، بالإضافة الى ما كان يطمح إليه المواطن الخليجي من عملة موحدة، ووحدة ومشاريع صناعية مشتركة في جميع المجالات وغيرها باعتبار أن دول الخليج جميعها كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، اليوم مع حصار دولة قطر تداعت أركانه ولو بقي المجلس كما هو عليه ثابتا في دورته السنوية وحضور قادة التعاون أو من ينوب عنهم ولكنه لم يحافظ على كيانه وقيمته كدرع واق لأي أزمة يتعرض لها أي عضو من أعضائه فأَيْن دوره في الأزمة الخليجية التي تعرضت لها دولة قطر التي بدأت باختراق وكالة الأنباء وانتهاء بالحصار وما لحقه من تبعات جائرة؟. في حق قطر خاصة على المستوى الاجتماعي الذي تمزق نسيجه بالمقاطعة بين ذوي القربى والنسب مما يناقض هدف المجلس من توثيق الروابط بين الشعوب ووحدتها، فمن يضحك على الآخر؟ ونحن نرى الحرب الإعلامية والمجتمعية والاقتصادية من الدول الثلاث شنت ضروسها وأعلنت حربها وحصارها الجائر ضد قطر، والحصار ما زال قائماً، فأين مجلس التعاون؟! وأين الأمين العام من مناقشة الأزمة وحلّها؟. …. هذا العام استضافت الرياض القمة 39 يوم الأحد 9 ديسمبر التي من المفترض أن تكون في مسقط والتي تحولت بقدرة قادر إلى العاصمة السعودية الرياض وفِي أجواء مختلفة من التوترات والانقسامات والافتراءات وإعلام مجيّش مدفوع الأجر، هناك أزمة قطر، والحرب في اليمن وقضية مقتل خاشقجي، وأنشطة إيران وطموحاتها في الهيمنة، جميعها تتطلب فتح ملفاتها للمناقشة، فإذا كانت القمة الخليجية لم تطرح مثل تلك القضايا الهامة التي تؤثر على الأمن الخليجي واستقراره فما الفائدة من انعقاد قمة بروتوكولية مفرغة من المضمون والأهداف التي تأسس مجلس التعاون من أجلها؟. حتى البيان الختامي الذى أدلى به الأمين العام مكرراً ولا يحمل جديداً لصالح الشعوب الخليجية من استقرار وأمان وطموحات، أليس ذلك يتناقض مع أهداف المجلس في تحقيق الأمن الخليجي ومواجهة التحديات الإقليمية، وكيف يُطالب أمير قطر حفظه الله بحضور القمة، وما زالت أزمة الحصار تراوح مكانها دون نتائج وحلول بسبب تعنت دول الحصار الجائرة وعدم إبداء أي رغبة أو منفذ لحل الأزمة، والأدهى تصريح وزير خارجية البحرين على حسابه الخاص « بأن بلاده لن تحضر القمة الخليجية إذا لم تغير قطر موقفها» ما هذا الموقف الذي ما زالت تردّده دول الحصار هل هو التنازل عن السيادة والاستسلام للإملاءات التي تريد فرضها، أو الخضوع لها من خلال تلبية مطالبها الجائرة، دون الاستماع لصوت العقل والحوار الذي حملت شعاره قطر مع بداية الأزمة وطالب به أمير الكويت الشقيقة، فهذا سموه حفظه الله يؤكد في منتدى الدوحة الذي عقد في 15/ ديسمبر «أن الحوار هو الذي يجسر الهوة بين الفرقاء مهما اشتدت الخلافات وهو نقطة الابتداء ونقطة الانتهاء في هذا الزمن الصعب»، وقد أثبتت القمة السابقة للمجلس التي عقدت في دولة الكويت الشقيقة بغياب قادة دول الحصار الثلاث وبوجود أمير قطر نوايا قادة الحصار في رفض الحوار، بالرغم من كونها في دولة الكويت، فانعقاد القمة خاصة في السنوات الأخيرة مع افتعال الأزمة ضد قطر كمحاولة لشد مريض أصابه الوهن والعجز دون البحث عن الدواء لاسترجاع عافيته، إذن ما الفائدة؟! وأستشهد بما قاله وزير خارجية قطر «إن مجلس التعاون وأمينه العام لا حول له ولا قوة»، وقد أثبت حصار قطر أن المجلس بلا فاعلية من خلال عجزه عن القيام بأي دور لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة، فالعدائية التي تمارسها دول الحصار والتعنت والتصعيد الإعلامي المستمر من خلال التجييش في المنصات التواصلية ضد قطر ستعرقل مسيرة المجلس وعدم تحقيق أهدافه، كما تفقده المصداقية في بياناته، لقد فشل المجلس في لملمة الخلافات التي يجب أن يكون حلّها داخل المنظومة الخليجية.