12 سبتمبر 2025

تسجيل

استنهاض الهمم في اليوم العالمي للغة العربية

16 ديسمبر 2015

في الثامن عشر من شهر ديسمبر سيكون ملايين العرب على موعد مع اليوم العالمي للغة العربية، وهو مناسبة تثير الكثير من الشجون ، كما يفترض أن تستنهض الكثير من الهمم والعزائم. ورغم أن ما يزيد على‏423‏ مليون شخص يتحدثون العربية‏,‏ وتمثل لغة اثنتين وعشرين دولة‏,‏ ويستعملها بدرجات متفاوتة نحو مليار ونصف مليار مسلم وعربي.. إلا الواقع العملي يدلّ على غربة حقيقية بين العرب ولغتهم الأمّ، وفجوة كبيرة بينهم وبينها على صعيد استخدامها في حياتهم العلمية والعملية، لصالح لغات إفرنجية أخرى وفي مقدمتها الإنجليزية، أو مزيج غريب وشاذ يجمع بين العربية والإنجليزية يسمى " العربيزية" ، أو لصالح العامية على لغتنا الفصحى الجميلة. وأكثر ما تبدو الغربة في مجالي التعليم والتعليم العالي، حيث تكون المناهج ولغة التدريس باللغات الأجنبية، رغم أن المدارس والمعاهد والكليات والجامعات عربية، أو في الفجوة الواسعة بين عدد المستخدمين الذين يتحدثون العربية وحجم المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت في الوقت الحالي، والذي لايمثّل سوى ثلاثة في المائة من إجمالي المحتوى الرقمي العالمي ، وكذلك عند استخدام شبكات التواصل الاجتماعي التي صارت جزءا من حياة الناس . لذا فإن الاحتفاء بالعربية في يوم واحد قد لايكون ذا قيمة إلا إذا كان مناسبة من أجل إعادة الاعتبار إلى لغتنا الشريفة، بحسبانها جزءا مهما من هويّتنا الثقافية، ولأنّها في ماضيها المجيد وتراثها العريق تأتي في مقدمة اللغات التي نجحت بدورها الحضاري الرفيع، وارتقت بأمتنا لتكون قائدة للحضارة والمعرفة على مستوى العالم لقرون عديدة. ولا يكون ذلك إلا بإرادة سياسية ، تكون مسنودة بحاضنة شعبية، ولأن هذه الإرادة العربية غير متوفّرة أو لا ترتقي إلى المستوى المطلوب حتى الآن، فإنّ الرهانات في الفترة الحالية تكاد تكون مقتصرة على المبادرات والحملات والمشاريع التي تلقي حجرا في المياه الراكدة وتحاول أن تخطو خطوة نحو الأمام من أجل تخفيف غربة الأمة وأجيالها عن لغتهم الأم . ولعل أفضل هذه المبادرات تلك التي تضع اليد على مكمن الجرح، وخصوصا لغة التعليم والتواصل الإلكتروني والمحتوى الرقمي على الإنترنت باعتبارها الأكثر شيوعا في الاستخدام، ولتأثيرها بدرجة أكبر على حاضر ومستقبل الأطفال والناشئة والشباب، الذين هم أكثر الشرائح التصاقا بها. وبناء على ماسبق فلابد من الانحياز إلى أي مبادرة تدعم لغتنا العربية ومنها مبادرة " #باكتب_بالعربي" التي تطلِقها شركة سامسونج بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، من أجل الحفاظ على مكانة لغتنا العربية وتعزيز تواجدها في المحتوى الإلكتروني، ولأنها تمتاز بطرح خطوات عملية مبسّطة تسعى لإشراك أكبر قدر ممكن من الشرائح العمرية والجمهور العربي بالحملة والتفاعل معها.