16 سبتمبر 2025
تسجيلتستعد قطر بأكملها من قيادة ومسؤولين وشعب كريم، للاحتفال بيومها الوطني الموافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وتستقبل بكل سعة صدر أطيب التهاني والأمنيات من كافة شرائح الدولة بالداخل والخارج وتقدم معه كافة ألوان الوفاء والعرفان للوطن والقيادة على كل ما قدمه الوطن من نعم لا تُعد ولا تُحصى، وتسرد معه كافة الإنجازات السياسية والاقتصادية والرياضية والصحية والتربوية وغيرها ويستقبلها الوطن بكل دموع الفرح كما تبكي الأم عند إنجاز أبنائها قدرا كبيرا من إنجازات التفوق العلمي والعملي، وأن كل جهودها لم تكن فارغة حتى رأت ثمرة العمل والجد أمام نصب أعينها، ولذا في هذه اللحظات الرائعة يلقي الوطن الغالي قطر كلمات وعبارات تحمل الوصايا لأبنائه القطريين في هذا اليوم الوطني من كل عام، وتقول لقد قفزت قطر قفزة قوية خلال هذه السنوات الماضية وعانت معاناة كبيرة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن وأصبحت حديثا لكل حدث في العالم بأكمله في حين عانى السابقون قبل الانفتاح من ضيق الدخل الاقتصادي ورغم ذلك قدموا الكثير في ترسيخ البنية الاقتصادية وفي ظل أنشطة اقتصادية محدودة اعتمدت على الغوص والتجارة، ولكن اليوم تشهد قطر بروزا عالميا فحافظوا أولا أيها القادة والمسؤولون عن زمام الأمور والقرارات الحاسمة على ما تم تحقيقه اليوم وأن تكون قراراتكم للصالح العام وليس الخاص وأن تسخروا أوقاتكم وأموال الدولة لبنية الوطن والمواطن والإصلاح بشتى الطرق وأن تأخذوا بيد الماضي مع الحاضر ولا تنسوا ما قدمه السابقون من عطاء بأن تحافظوا على التراث والهوية القطرية ولا تأخذكم مظاهر العولمة والانفتاح الثقافي والاقتصادي، ولا تهملوا اللغة العربية في حين اختلاطها بباقي اللغات والتي تتباهون بها أكثر من اللغة الأم.. وحافظوا على نعمة الأموال وسخروها بقدر المستطاع في البنية التحتية لبناء الوطن وعقول الأجيال القادمة بالتسلح بالعلم والمعرفة وأن لا يكون الإسراف والتبذير على المظاهر الخارجية بلا وعي ولا تأنٍ وحساب وقارنوا أنفسكم مع الشعوب الأخرى في ظل الربيع العربي ولا يملكون حتى نعمة الأمن والأمان ولكني وفرتها إليكم وجعلت منكم مواطنين أعزاء وكرماء وأصبحت معدلات الدخل لديكم من أعلى معدلات الدخل الاقتصادي في العالم، وأمنيتي في هذه اليوم لكم أن نقضي على الأمية ونستغل كافة الموارد الاقتصادية في التسلح بالعلم لمواكبة الحراك الاقتصادي والتنموي الذي تقوده قطر وبحاجة إلى مساندتكم الفكرية والعلمية للنهوض بها ولن تمضي قطر لأن تعتمد على العمالة الوافدة طوال السنوات القادمة، ولكنها وقت وسيعود كل من يعيش على أرضها إلى أوطانه الأصلية مهما طالت فترة إقامته الحالية لدي، ولذا كل آمالي أن تستثمروا كل أوقاتكم بالاستفادة القصوى من الخبرات المتواجدة ولا تردد، وتقول قطر غنية وباستطاعتها أن تستقطب أفضل الخبراء والاستشاريين بالخارج وليست بحاجة إلينا، فكونوا عونا لقيادة رشيدة كل آمالها النهوض بكم وبالوطن وكلي طموح أيضا في هذا اليوم أن ترجع هيبة المعلم القطري بكل قوته الأخلاقية والعلمية إلى الصفوف المدرسية بصورة أفضل مما كانت عليه في السابق لما يملك من طاقات ومبادئ وقيم تربوية يزرعها في نفوس الناشئين من الأجيال القادمة وأن لا تنسوا يا أبناء الحفاظ على الأسرة القطرية والعربية لما لها من دور كبير في الأمن والاستقرار الأسري والعائلي وحماية الأبناء من الآفات الخارجية، وأن لا يمضي العام القادم وتقل معه نسبة الطلاق والتفكك الأسري بالدولة، مما لها من آثار وخيمة بعيدة المدى على الأسرة والمجتمع بأكمله ووصيتي إلى التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة والوطنية أن لا يكون همكم الأول هو تحقيق أكبر قدر من الأموال وإن كان على حساب المواطن نفسه ولكني أتمنى لكم وضع مصلحة الوطن في المرتبة الأولى وتشجيع المنتجات القطرية وليس استغلال مواردها وتحقيق أكبر رقم في الأرباح الاقتصادية وإن كان بطريقة شرعية أم لا وكلنا أمل أن تنخفض نسبة الحوادث بالدولة الأيام المقبلة ونستقبل عاما جديدا خاليا من الحوادث والخسائر البشرية لما لهم من دور حيوي وفعال في التنمية الاقتصادية وأتمنى أن أرى أعدادا لا حصر لها يمثلون قطر عالميا في كافة المجالات ويحصلون على جوائز عالمية في حين سخرت لكم كافة الموارد المالية ولا ينقصكم سوى تسخيرها في خدمة الوطن وأن نرى دور المرآة بكامل حيويته داخل الأسرة القطرية لما لها من دور اجتماعي وتربوي وديني وثقافي في المقام الأول وأنتم قادرون يا أبناء قطر على مواجهة كافة التحديات يدا بيد في رؤيتي المستقبلية لــ 2022، واتحدوا يدا بيد لبناء الوطن والحفاظ على هويته وموارد الاقتصادية والثقافية وأنتم قادرون على ذلك.