ما يهم اني بدوي وما يهم اني حضري

بيت من الشعر يعد من أجمل ما صاغه شاعر في فن الإبداع الموزون والمعبر والذي يقول فيه:- ما يهم اني ابدوي ......... وما يهم اني حضري دامني في ديرة العز اقطري تتجسد معاني هذا البيت كونه يتغلغل في وجدان أبناء قطر الأعزاء، وهم يحتفلون بالعيد الوطني المجيد مستلهمين روح المؤسس ومندفعين مع قائد المسيرة وحكومته الرشيدة في بناء وطن خال من التفرقة والعنصرية البغيضة، متشابكي الأيدي في تحقيق هدف سامٍ واحد هو الإيمان بقيمة الوطن والعمل بقلب واحد وبنهج واحد، مفتخرين بروح الانتماء والولاء، معاهدين الله والأمير على بذل المزيد من العطاء والمزيد من الوفاء، تجمعهم عقيدة المواطنة الحقة، وعقيدة الدين الإسلامي الحنيف طالما الطريق واحد والهدف واحد. ينصهر أبناء الوطن في بوتقة واحدة، الكل يقدم أفضل ما لديه لإخراج احتفالية يوم الوطن في أبهى صورها وأجمل مظاهرها، أبناء قطر جُبلوا على قيم المواطنة، وبحكم علاقاتي الكثيرة وطبيعة نشاطاتي الصحفية، فإنني ألتقي بالكثير من شرائح المجتمع ولي صداقات مع جميع فئاته، ولم أفكر يوما في أن أحدا سينجح في ضرب هذه الفئات ببعضها أو إثارة الفتنة بينها، وذلك بسبب التآلف المتين والعلاقات الوطيدة والتقارب الكبير بين هذه الفئات والشرائح، وخصوصا بين الحضر والبدو. هناك فئات والعياذ بالله تستهويهم التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وأستغرب أن هناك فئة تنظر إلى الأخرى بأن تجعل من بعض أفرادها نموذجا تعممه على الفئة الأخرى، فلا أهل البادية يمثلهم فلان أو فلان إذا أخطأ، ولا الحضر يمثلهم فلان أو فلان إذا أساء أو أخطأ، بل القاعدة الشرعية تقول "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجلعناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، فإذا أردنا أن نعرف البادية وأهلها، فلنقرأ أسماء الرجال ممن قدموا التضحيات للوطن، وإذا أردنا أن نعرف الحضر فأسماؤهم محفورة في تلك المواقف في الدفاع عن الوطن. هذه الأفراح التي تعم الوطن هذه الأيام بكل صورها البطولية التي ترسمها قواتنا المسلحة القطرية وتصيغها الفنون التراثية التي تجمع فنون الحضر وفنون البادية، ما هي إلا تعبير عن الولاء والحب والانتماء للأرض من كل فئات المجتمع من رجال ونساء وأطفال. الكل يحمل أعلام الوطن ويغني للوطن تحفهم قافلة الوطن التي يقودها بثقة واقتدار أميرنا الشاب سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني "حفظه ورعاه"، فهنا تتجلى المواطنة الحقة، الكل يحتفل وينشد بصوت واحد "الله يا عمري قطر" وكل عام والوطن وكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة بخير وسلام وسلامتكم.