31 أكتوبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني فداء وحب

16 ديسمبر 2012

ونحن نحتفل باليوم الوطني الذي نتذكر فيه مؤسس الدولة وكيف حكم البلاد وأسس دولة أصبح اسمها يتردد في العالم، ولا يكاد يجتمع محفل لحل قضية ما في كثير من الأوقات، إلا ودولة قطر حاضرة، خاصة فيما يتعلق بعلاقتها مع أشقائها العرب والمسلمين وأصدقائها، تقدم كل ما يمكن أن يجد صدى لحل مشكلة ما، أو إغاثة حالة ما.التي قام بها ووحد فيها القبائل القطرية، وأسس لدولة استطاع من بعده من الأحفاد إكمال مسيرته الطيبة ورسم الصورة الحقيقية لدولة قطر الحديثة التي انتعشت رغم صغر مساحتها وقلة شعبها، ولكنها بوجود التلاحم ما بين الشعب والقيادة الحكيمة استطاعت أن تصل للمراتب العليا في مختلف المجالات، وفرضت اسمها على كل المحافل، وأصبحت قطر بقيادتها الحكيمة تعين المحتاج وتفرج كرب المسكين والمنكوب، وتغيث كل من احتاج إلى عون وإغاثة، بدعم متواصل من القيادة الرشيدة وتوجيهات للعديد من مؤسسات الدولة في هذا الشأن.في هذا الوقت تتردد كلمات جدي رحمه الله في سمعي وهو يتذكر كيف كان رجال قطر يخرجون للدفاع عن الوطن دون أدنى خوف أو وجل، بل كانت الحماسة وحب الوطن وفداؤه هدفهم وهم يمرون على بيوت الأهل والمعارف متسلحين بالبنادق، مرتدين الملابس المشلحة البيضاء التي تسمى "الشلحات" لوداع الأهل ومحاولة استجلاب مزيد من الدعم والشجاعة للدفاع عن هذه الأرض وأهلها! وذلك في حروب الزبارة وغيرها والتي حقق فيها رجال قطر النصر.إن أقل ما نفعله لذلك المؤسس أن نسترجع مآثره ونتذكر أفعاله الخيرة، نعم، قطر التي أسس بنيانها ورفع اسمها مؤسس الدولة، فتحت ذراعيها لاحتضان أشقائها وأصدقائها، وفرت لهم الرفاهية والأمن والأمان، وهي في نفس الوقت نهضت بشعبها وقدمت له كل أساليب الحياة الكريمة ولم تبخل ولو لحظة في أي مجال، بل واصلت دعم هذا الشعب لمزيد من الرفاهية ورفع مستواه الاجتماعي والاقتصادي الذي للأسف أثار الكثير من الحساد من حولنا، وتمنى الكثير منهم أن يكون عن أبناء هذه الأرض، ولم تنس كل من يقيم على أرضها ويخدم في مصالحها ومؤسساتها والذي وجد الأمن والأمان فيها، بل أكرمته وأغدقت عليه سبل المعيشة التي تحفظ كرامته وتهيئ له مصدراً للرزق يساعد نفسه وأهله وبلده أيضاً.إن الاحتفال باليوم الوطني يحتم علينا وقبل كل شيء أن نحافظ على مقدرات هذا الوطن وامكانياته، ولا نحاول أن نسرف في استهلاكها وتبذيرها، بل يكون لدينا دافع لزيادتها واستثمارها خير استثمار من أجل أبناء قطر المستقبل.ولا ننسى أن مثل هذا الاحتفال لاشك أنه سينمي في نفس الجيل الجديد وهم الأطفال ماذا تعني قطر بالنسبة لهم وكيف يمكن أن يحافظوا عليها، وما الذي يعنيه الولاء للوطن والقيادة التي وضعت نصب أعينها هذا الجيل لينشأ نشأة راقية قوية ويستطيع أن يقود وطنه في المستقبل بكل ثبات وقوة.وما أروع أن نرى القائد وهو في ابتسامته الصادقة التي ترتسم على وجهه عندما يكون بين شعبه يشاهدونه ويصافحونه وما أسعد هذا الشعب بهذا القائد، ولا أنسى كلمة طفلة قالتها عندما شاهدت صاحب السمو أمير البلاد المفدى يلوح بيديه الكريمتين في يوم الاحتفال الوطني "أنا أفدي بابا حمد بروحي"، نعم إننا كلنا فداء لهذا الوطن ولسمو الأمير القائد وسمو ولي عهده حفظهما الله وأدام على قطر عزها وكرامتها تحت قيادتهما.