10 سبتمبر 2025

تسجيل

الـرقــابـــة ثــم الرقـابة !

16 نوفمبر 2021

راقبوا أطفالكم ! أقولها وأنا أعني ما أقول وأدعو كل الآباء والأمهات ليكونوا مسؤولين أمام الله أولا ثم أمام واجباتهم تجاه أطفالهم الذين يحتاجون لمراقبة حثيثة منهم خشية الوقوع فيما لا يحمد عقباه، لا سمح الله، فبالأمس رأيت مقطعا مصورا حدث في إحدى الدول المجاورة لنا لطفل صغير لم يكمل ست سنوات وقد ظهرت آثار واضحة على رقبته وتوقعت أن يكون الطفل مُعنَّفاً من والديه أو من الخادمة، كما باتت مثل هذه الحوادث منتشرة، والعياذ بالله، في قصص مروعة تجعلك تتساءل في حيرة كبيرة إن كان هؤلاء آباء أو أمهات فعلا أم مجرد وحوش لم يعرفوا معنى الأبوة أو الأمومة في حياتهم، وصعقت حينما تحدث الطفل ببراءة ووالده يسأله كيف فعلت هذا بنفسك حينما أجاب الطفل بأنه قلد لعبة كان يلعبها وتظهر إحدى مراحلها في أن يشنق أحد المنافسين نفسه بحبل غليظ وتفاجأت بأن الطفل قام فعلا بربط حبل على مقبض الباب ثم قام بشد نفسه بقوة حتى احتك الحبل برقبته الضعيفة واضطربت أنفاسه قبل أن يلحقه والده ويفك الحبل عن رقبته وهو يوبخه على هذه الفعلة ويصوره وهو يقول بكل براءة إنه يقلد ما كان في اللعبة التي كان يلعبها، وكم كان مؤلماً لديَّ وأنا أرى تلك الآثار القاسية حفر مسام رقبته الرقيقة لمجرد لحظة غفل والداه عنه بشكل غير متعمد وكيف يمكن أن يتأثر هذا الطفل بلعبة إلكترونية لربما استسهلها الآباء وهم يساعدونه في تنزيلها على جهازه الخاص (الآيباد) ولم يعوا جيدا ما يمكن أن تحتويه هذه اللعبة من مخاطر، لا سيما إن كانت قتالية كما هو الحال اليوم مع معظم الألعاب التي تتضمنها أجهزة الأطفال والذين باتوا يستمتعون بصورة غير مسبوقة بمثل هذه الألعاب التي ما كنا لنستمتع بها ونحن في أعمارهم وكانت الرسوم المتحركة أقصى متعتنا التي كنا نشعر بها بعكس أطفال اليوم الذين ما عاد التلفاز يستهويهم أو يشبع رغباتهم ولذا نرى اليوم من أدمن الألعاب على الآيباد لدرجة أنه يبكي بشدة إن انتُزع منه إجباراً ولذا على جميع الآباء أن يراقبوا أطفالهم ماذا يلعبون وماذا يشاهدون، لأننا نسمع كل يوم عن ألعاب تتضمن مشاهد خطيرة يمكن لأي طفل أن يقلدها، لا سيما وإن منها ما يكون على مراحل مثل لعبة (مريم) ولعبة (الحوت الأزرق) ولعبة (الحبار) وغيرها من الألعاب التي ذهب ضحيتها أطفال تم التغرير بهم حتى انتحروا دون دراية أو تعمد منهم نظرا للغواية الناعمة التي تسللت لهم من خلال هذه الألعاب التي لم تخضع لرقابة الوالدين والأهل الذين لم يعد مُهماً بالنسبة لهم أن يراقبوا أو يهتموا بما يشاهد أو يلعب أطفالهم وبما تحتويه أجهزتهم ما داموا في النهاية سوف يرتاحون من إزعاج هؤلاء الأطفال وكثرة حركتهم وهذا أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه هؤلاء الذين يمكن في لحظة أن يخسروا فلذات أكبادهم دون أن يشعروا، ويندمون حين لا ينفع الندم، للأسف مثل حالة هذا الأب المفجوع الذي كان يمكنه أن يخسر طفله من أجل لعبة لم تكن تخضع لرقابته الذاتية وأنا شخصياً تعرضت لمثل هذه التجربة المؤلمة مع ابنة شقيقتي الصغيرة التي كانت غارقة في اللعب وفجأة وقفت لحظة فسألتها ما الذي جعلها تتوقف عن اللعب وقالت إن هناك مقطعا مصورا لإعلان وصفته بأنه (مب حلو) فأخذت منها الجهاز لأنظر فإذا هو منظر مخل للأدب ولا يصلح للصغار واليافعين أيضا، فقمت بحذف اللعبة كاملة من على جهازها رغم تعلقها بهذه اللعبة، ولفت نظر شقيقتي بما حدث. ولذا يمكن إلى جانب الألعاب القتالية الخطيرة والتي يمكن أن يؤديها الأطفال دون إدراك حقيقي منهم هناك أيضا مشاهد مخلة يمكن أن تعترض ألعابهم أو مشاهداتهم لمقاطع مصورة لبرامجهم المفضلة التي بات اليوتيوب يزخر بها وهو أمر يجب أن يتنبه له الآباء والأمهات حين يرون أن الطفل مستغرق استغراقا تاما في لعبة أو مشاهدة أي مقطع على اليوتيوب خشية أن يكون فيه ما لا يحمد عقباه لاحقاً فانتبهوا وإني لكم ولي لناصحة أمينة !. ‏[email protected] ‏@ebtesam777