10 سبتمبر 2025

تسجيل

خلافاتنا أضاعت سـوريا

16 نوفمبر 2020

حينما تريد أن تفهم معنى السياسة والإستراتيجية العربية التي يمكن وصفها بالعوجاء وتستوعب مايدور خلف الأبواب المغلقة في بيتنا العربي الكبير، فلاشك إنك بحاجة إلى من يستطيع أن يقنعك بأن موقفنا كشعوب أصبح أشجع وأقوى من موقف الحكومات العربية والتي باتت طرفاً في حالة الضعف التي نعيشها!.. فهناك من ينخر في الحائط العربي مثل (السوس الأسود) وأوصلنا للأسف إلى ما نشاهده اليوم من مآسٍ نعيشها ونشاهدها سواء في العراق أوسوريا أو في فلسطين وفي غزة بالذات.. ودائماً وأبداً تكون مشكلتهم هي (قطر) وهذه ببساطة ما يقلقهم ويؤرق مضاجعنا ومن لا يعي هذه الحقيقة التي لا تحتاج لذكاء كبير فعليه أن يرفع الغشاوة عن عينيه ويزيل الكحل الذي يثبت عروبته الأصيلة به. فاليهود أنفسهم أصبحوا لا يستغنون عن الكحل في تجمّلهم!. كما إننا بتنا بحاجة لمن ينوّر عقولنا لا أن يطفئها بخطابات رنانة وشعارات فارغة ويحيا الوطن العربي الكبير ويكفيني إني عربي ووحدة الدم واللغة والمصير وما إلى ذلك من (خُطب بلهاء) لا تُكسبنا شيئاً، ولكنها تُزيد أصحابها (بلاهة أكبر)!.. نحتاج لمن يصارحنا بأن هناك خلافاً وعداءً بين العربي و(شقيقه) العربي وإن هناك من يدس لأخيه السم في العسل ويحاول طعنه باليد اليسرى في الوقت الذي يصافحه فيه بيده اليمنى !.. نحتاج لذلك وأكثر فقد بات يكفينا رؤية تلك الابتسامة الكاذبة والعناق المشبوه والسلام البارد بين الأشقاء العرب!!.. تكفينا شعارات العروبة والخطب العصماء التي تؤكد في كل مرة إن ما يتعرض له (جاري) فهو يحدث في (داري) وإن شعور الأسف يكاد يخنق الحناجر والعبرات توشك أن تُعمي المقل!!.. تعلموا أن تصدقوا في شيء واحد فقط.. تعلموا أبجديات القيادة الواضحة المكشوفة و(على بلاطة) نقولها: تعلموا من قطر أن تصارحوا شعوبكم بما لا يمكن الكذب فيه، فالشمس لا يمكن إخفاؤها بغربال ولا بخمس أصابع ولا بعشرة أيضاً !. جاءت ثورة سوريا ولا تسألوني إن كانت باقية على ثوبها الثوري، أم أنها تحولت لمجرد ساحة قتال وتصفية حساب بين متعطش للسلطة أو للدم، لا فرق. وقبلها ثورة مصر التي انتهت هي الأخرى لمجرد انقلاب وبات شرعيو السلطة معارضة لتكونا الاختبار الحقيقي الذي عرّى الوجوه وأزال الأقنعة. فإن كنا في مجازر غزة وجنين وصبرا وشاتيلا والضفة وعين الحلوة وغيرها الكثيير من مآسي فلسطين التي لن تنتهي حتى تقوم الساعة قد تجاوزنا عن (تماثيل الأصنام) التي وُلِدت وكبرت وشاخت في نفوسكم ولم تقوموا ذلك الوقت بما يجب أن يقوم به أي إنسان يملك قطرة دم واحدة في عروقه، فإن مجازر سوريا اليوم قد تكون الفرصة الأخيرة لكم لتكسروا هذه الأصنام وتحطموا الخوف الذي يقبع في قلوبكم ومن يحالف هذا الجزار المسمى بشار الأسد لا بارك الله فيه!.. سوريا تموت ويكاد شعبها أن يفنى عن بكرة أبيه ونحن نشاهد ونتألم وندعو لقتلاهم بالرحمة ولأحيائهم بطول العمر!!.. هذا ما نريده ولا نريد المفاخر.. خذوها كلها لا نريدها لكن تحركوا.. زلزلوا الأرض من تحت أقدامكم المتيبسة.. لا نريد القيادة العربية تولّوها أنتم ونحن راضون فقط تحركوا واتركوا عنكم سيل المبادرات الذي لم يجف حبره من أوراقكم..انزعوا ملابس الحياء المخجل وبراقع الخوف المخزي وتحركوا لإنقاذ سوريا وامنحوا شعبها فرصة لأن يتنفس ويُحصي كل أب وأم ما بقي من أولادهما في هذه المجازر التي يذهب ضحيتها الآلاف والتي لم تعطهم فرصة لأن يتفقدوا بعضهم البعض من الذي راح، ومن الذي بقي، ومن الذي لا يزال تحت الأنقاض يتنفس تحت حجارة القصف الذي لم تتوانَ قوات بشار وطائراته القاتلة من قصفهم دون رحمة ولا شفقة!. ‏[email protected]@ ‏ebtesam777@