27 أكتوبر 2025

تسجيل

يا ليت قومي يعلمون

16 نوفمبر 2017

جاء اللقاء السنوي لمجلس الشورى هذا العام مختلفا تماما عن الاعوام السابقة، واهم ما ميزه هو قوة الخطاب التاريخي الذي افتتح به سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اعمال دور الانعقاد العادي السادس والأربعين للمجلس يوم امس الاول التي تم فيه تقييم أعمال سنة مضت، واستشرافا لآفاق المستقبل للمسيرة التنموية التي لمس كل مواطن ومقيم سيرها بخطى واثقة نحو تحقيق الغايات الوطنية. تحدث سموه حفظه الله في خطابه التاريخي امس الاول بالعقل والوجدان عندما قال "انني اتحدث بعقلانية لتقييم المرحلة التي نمر بها وتخطيط المستقبل الواعد الذي أثبت شعبنا أنه أهل له، وبوجدانية لأننا جميعا تأثرنا بروح التضامن والتآلف والتحدي التي سادت، وخيبت آمال الذين راهنوا على عكسها لجهل بطبيعة مجتمعنا وشعبنا" ولم يفته حفظه الله تقديره وقوف الشعب القطري تلقائيا وبشكل طبيعي وعفوي دفاعا عن سيادة وطنه واستقلاله منذ بداية الحصار.في 5 يونيو من العام الجاري 2017 اتخذت (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) قرارات مشينة ضد الدوحة، تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وفرض حصار جوي وبري وبحري في خطوة تصعيدية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الخليجية — الخليجية، وجاء خطاب سمو الأمير المفدى، ليفند الحصار الجائر الذي تتعرض له البلاد وكيف استطاعت الدولة بحكمة قيادتها الرشيدة تجاوز آثاره.تطرق سموه في خطابه الى تداعيات الحصار الظالم وهو ما نتمنى ان يعيه المحاصرون فقد آلمنا سموه بقوله "انهم لم يتركوا شيئاً إلا ومسوا به من الأعراف والقيم وصلات الرحم والأملاك والمصالح الخاصة" وهذا وضع دول الحصار في مأزق الأزمة التي افتعلتها ومحاولتها استدامة الحصار وإضفاء شرعية عليه، دون أن يلوح في الأفق ما يؤشر في انهائها والخروج منها.بدورنا نشد على يد سمو الأمير المفدى ونشاطره خطورة" اللعب بالنار" الذي تتبعه دول الحصار في جو من الارتباك الواضح في عملية صنع القرار خاصة في "الرياض وأبوظبي" الذي ترجمته في شكل اندفاعة هجومية تريد منها ضبط مواقف دول الخليج وتحالفاتها الخارجية وفق تحالف — محمد بن سلمان ومحمد بن زايد — وهو ما لوحظ من سرعة تطور أزمة قطع العلاقات مع قطر وتلاحق أحداثها، وحِدة مواقف الأطراف المقاطِعة لقطر، وشح المعلومات حول الأسباب الحقيقية وراء الأزمة.كل القطريين والمقيمين على هذه الارض الطيبة يثمنون لحكومتنا الرشيدة الحكمة والتعقل في مواجهة الازمة وعدم انسياقها إلى التصعيد، كما كانت تريد الرياض وأبوظبي، وفق تحالف — محمد بن سلمان ومحمد بن زايد — وهو ما زاد من تفاقم الازمة التي قد تستمر للتصعيد الى ان تنتقل إلى طور جديد، إما بالجلوس على طاولة التفاوض والحوار، أو المراوحة في المكان وتجميد الوضع على ما هو عليه، مع استبعاد نسبي لاحتمال تحولها إلى مواجهة عسكرية وهذا ما لا نأمله.تريد دول الحصار كما قال سمو الأمير المفدى، حفظه الله اشغالنا في الجبهات التي تفتحها ضد قطر في كل مكان، بحيث تتعطل سياساتنا الداخلية والخارجية، ولكن هذا لن يكون فنحن نواصل داخلياً العمل والإنتاج بهمة أكبر.. فسر على بركة الله تعالى يا سمو الأمير، فنحن نبادلك ذات المشاعر وأكثر منها حباً والتفافاً حول قيادتك الحكيمة. قال تعالى " يا ليت قومي يعلمون، بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين" ويا ليت هؤلاء القوم يعون ما يفهمه تميم المجد. وسلامتكم