14 سبتمبر 2025

تسجيل

حنّا بخير دام قايدنا تميم

16 نوفمبر 2017

جاء خطاب سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد العادي السادس والأربعين لمجلس الشورى شاملاً ومُلبياً للطموحات التي ينشدها الشعب القطري من قيادته، ولاسيما في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها قطر وما تواجهه من حصار جائر فرضته دول جارة وشقيقة أهدروا كما قال سموه كل معاني القيم والأعراف المعمول بها حتى بين الأعداء وضربوا بها عرض الحائط!. ويعد هذا الخطاب هو الثالث لسموه منذ أن بدأت الأزمة الخليجية في يونيو الماضي والتي اتفقت مضامينها وجوهرها في إرسال رسائل التطمينات والتفاؤل للشعب القطري والمقيمين على أرض قطر الحبيبة بأن المسيرة التنموية تسير بخطوات واثقة نحو تحقيق الغايات والأهداف المنشودة التي ترسم مستقبلاً زاهراً وفق خطط مدروسة وبمعايير عالية تعطي مؤشرات غاية في الإيجابية، رغم ما تتعرض له قطر من استهداف لاقتصادها وأمنها وجبهتها الداخلية وكل الطرق الرخيصة لتشويه صورتها أمام شعبها ودول العالم!.اتسم الخطاب السامي بأنه حمل في سطوره خارطة مستقبل وأسلوب تعامل خلاّق أراد سموه لشعبه أن يسلكه ويتحلى بالأخلاق الأصيلة حيث دأبوا على التعامل مع المسيئين والفجار في الخصومة والعداء منذ الأزل بالقيم والأعراف التي تربّوا عليها وجعلوها منهجاً لهم انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف وما فطرهم الله عليه من سمو في مكارم الأخلاق، وهو الأمر الذي جعلنا ننتصر على تآمرات دول الحصار منذ بدء الحصار وحتى يومنا هذا، وهو الذي قوبل كما أكده سمو الأمير من قطر وقيادتها وشعبها بسياسة ضبط النفس والاعتدال في الرد والتسامي فوق المهاترات والإسفاف .ولعل النهج الثابت والواضح لقطر منذ بداية هذه الأزمة هو دائماً ما يؤكد عليه سموه، حينما أعرب أكثر من مرة عن استعداد قطر لأي تسوية تتم على طاولة المفاوضات بين الأشقاء في إطار الحوار القائم على الاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة، ولكنه يُدرك من خلال سلوك دول الحصار أنها لا تريد حلا للأزمة، وهو الأمر الذي أدركته واتفقت عليه الدول الكبرى وجميع دول العالم بأنها بالفعل وأعني دول الحصار لا تسير في طريق إنهاء الأزمة، وإنما تسعى للتصعيد والانتقال من دائرة أزمة إلى أزمة أخرى تفتعلها، علّها تصل لمبتغاها حيث لن تصل بالمنطقة إلا إلى الانفجار وعدم الاستقرار .والرسالة الأهم التي أراها في خطاب سموه عندما أكد أن قطر لا تخشى هذا الحصار ومقاطعة دولها فهي بدونهم بألف خير، ولكن اليقظة مطلوبة في ظل السياسات غير الحكيمة في اتخاذ إجراءات عقابية جماعية ضد الشعب القطري، وتحريضها على قطر في كل مكان واستنزافها لثروات ومقدرات شعوبها من أجل هذا الهدف غير الأخلاقي، وبلا شك المتضرر الأول والأخير منها هي شعوبهم المسلوبة حق التعبير عن تعاطفهم مع الشعب القطري!.وتأتي تطمينات سموه أشبه بالبلسم والدواء لكل مواطن قطري ومقيم على هذه الأرض الطيبة عندما أكد أن الدولة تواصل طريقها في خلق مجتمع منتج يحقق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والأمن الوطني وإقامة علاقات ثنائية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة بين قطر والدول الأخرى، وهو ما تم إنجاز العديد منه خلال فترة الحصار ما كان له أن يكون لولا تكاتف الجميع ووحدة صفهم والتقائهم جميعاً في حب هذا الوطن والتضحية من أجله.فاصلة أخيرةنحن في قطر بخير طالما أننا نسير نحو آفاق المستقبل من خلال رؤية واضحة لا تكترث بجعجعة المجعجعين وتربص المتربصين، والنباح تركناه لمن يعتلي المنابر ويتحدث عن الزيتون والمستنقع أو يُجيّش ذبابه الإلكتروني من أجل نشر إسفافه ووقاحته!.