03 نوفمبر 2025

تسجيل

خطاب العدالة والكرامة والصمود

16 نوفمبر 2017

وهو يدشن مرحلة جديدة في عمر مجلس الشورى الموقر، تطرق سمو الأمير — حفظه الله — بالحديث حول قضايا ومحاور بالغة الأهمية، تضمنها خطابه الرصين بين يدي نوابنا المؤتمنين من أصحاب الرأي والمشورة، خطاب استحق اهتمام ومتابعة وإشادات المختصين والمواطنين، كونه يفصح عن رؤية شاملة وتناول دقيق، وشفافية تلامس هموم وتطلعات كل مواطن ومقيم تحتضنه أمنا الرؤوم قطر الحبيبة. خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها دولتنا العزيزة. وقد حرص سمو الشيخ تميم بن حمد، على التأكيد على مبادئ وثوابت راسخة لن نحيد عنها، معبرا عن مواقف دولة قطر وشعبها الأصيل، ومتانة التلاحم والتكاتف بين القائد والرعية.وأقتطف هنا بعض العبارات والاشارات البليغة التي وردت على لسان الأمير المفدى، في خطابه من قريب: على الصعيد المحلي وكعادته في كل خطاب يحمل بشائر وتطلعات حضارية واعية، فقد صرح بتوجه الدولة نحو اختيار اعضاء الشورى عن طريق الانتخابات، على نحو يضمن اجراء الانتخابات بشكل مكتمل. وفيما يتصل بترسيخ مبادئ العدالة، قال حفظه الله:( وجهت بضرورة العمل على تطوير انظمة العدالة لدينا بما يكفل ترسيخ استقلال القضاء، وعدم اطالة امد التقاضي، إذ ان العدالة البطيئة كما يقال نوع من الظلم) وحول تعزيز الاكتفاء الذاتي، اشار سموه الى بناء المجتمع المنتج والاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والامن الوطني واقامة علاقات متوازنة مع الدول الأخرى تراعي المصالح المشتركة، وانها مهمات واجبة التنفيذ. مبينا ما تتمتع به قيادتنا من وعي وقدرة على ادارة الأزمات، حيث تسعى دول الحصار إلى اشغالنا وتعطيل سياستنا الداخلية والخارجية بفتح جبهات جانبية، لكنهم لن ينجحوا في ذلك ؛ فمسيرتنا في العمل والانتاج متواصلة وبناءة. وينتقل بلغة الواثق بالله ثم بشعبه الوفي، موجها رسالته الواضحة الى زعماء القطيعة والحصار (نحن لا نخشى مقاطعة هذه الدول لنا، فنحن بألف خير من دونها) نافيا مزاعمها بانها تكتفي بالمقاطعة، إذ انها تتدخل في شؤوننا الداخلية، واتخاذ خطوات عقابية جماعية ضد الشعب القطري، وتحرض على دولتنا في الداخل والخارج ؛ وهو يلفت انظارهم الى انهم يستنزفون طاقتهم ويهدرون اموال شعوبهم. وأختم بهذه الكلمات الرائعة لاميرنا المفدى حين قال: ( لقد افتتحت هذه الدول في سلوكها مرحلة جديدة في العلاقات بين دول الخليج، وقد استفدنا من هذه التجربة، إذ أخرجت أفضل ما في هذا الشعب من الكفاءات وروح التحدي واسهمت في بلورة هويته الوطنية، وعززت تلاحم الشعب والقيادة ). نعم يا سمو الأمير إننا نتميز عن غيرنا من الدول بما انعم الله به علينا من تلاحم وانسجام وتقارب بين القيادة والشعب وتحكيم العقل والمنطق السليم، مما يفتقده اولئك الزعماء الذين يغالطون أنفسهم، وان التصالح مع شعوبهم أولى من إثارة الأزمات ومحاولات تصديرها للدول المجاورة، والتهرب من مطالب مواطنيهم بافتعال أحداث تعطل تحقيق أهداف البناء والتنمية.