16 سبتمبر 2025

تسجيل

جريمة متجددة

16 نوفمبر 2015

في الواقع العربي المرير فإن السكوت عما يجري في القدس المحتلة أصبح جريمة عربية متجددة، فأي متابع للشأن الصهيوني لا يفوته إدراك أن المخططات الإسرائيلية المستقبلية تهدف إلى تهويد القدس وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل وأبرز هذه المخططات هو مخطط 2020 المعروف بمشروع القدس الكبرى الذي يُنتَظَر أن يضم المستوطنات المحيطة بالقدس إلى نفوذ بلدية الاحتلال ويبقى جدار الفصل العنصري لعزل الأحياء العربية وتقليل أعداد المقدسين حيث يشمل المخطط بناء ما لا يقل عن 50 ألف وحدة استيطانية جديدة. ومنذ بدأت إسرائيل تخطط لإقامة المشروع الاستيطاني لربط مستوطنة «معاليه أدوميم» بالقدس لخلق كيان يسمى «القدس الكبرى»،. فالمشروعات الصهيونية الهادفة إلى تهديد مدينة القدس بالكامل وعلى رأسها مشروع ما يسمى المدينة اليهودية المقدسة دخلت حيز التنفيذ ومازالت تسير فيه بقوة، من خلال التدخل الصهيوني المباشر في إدارة المسجد الأقصى ومنع ترميمه واقتحامه المتكرر الذي كان – وما يزال - تمهيداً لهذه المشروعات. إن الأمة العربية كلها مؤمنة بأن القدس جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين التاريخية وعاصمتها السياسية مرحليا وإستراتيجيا ولا يجوز لشخص أو منظمة أو دولة أو هيئة التفريط فيها والتنازل عن ذرة تراب منها. ومن ثم يتحتم حشد الطاقات والجهود لدعم صمود أهالي مدينة القدس وثباتهم أمام محاولات اقتلاع الهوية والجذور وإلى عدم السماح بتمرير مشروع تقسيم الأقصى وتدويله.