18 سبتمبر 2025

تسجيل

الدر الوفير في خطاب الأمير

16 نوفمبر 2014

يوم الثلاثاء الماضي كنا جميعاً على موعد مع كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حينما شمل برعايته افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث والأربعين لمجلس الشورى. كانت كلمة سموه مليئة بالقيم والمبادئ والدروس التي تنقل لنا وبكل وضوح توجهات ورؤى سموه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، بل وأمدتنا بالطاقة للعمل والمثابرة كل في مجاله إسهاماً في تحقيق رؤية قطر الوطنية والتنموية، وهذا هو شأن كل خطابات سمو الأمير مليئة بالإلهام والشغف لكل مواطن ومقيم بل ومحب لدولة قطر. خطاب سموه كان بمثابة كشف حساب قُدم إلى الشعب القطري شارحاً فيه ما تم إنجازه وما سوف يتم تنفيذه في الأعوام القليلة القادمة وفقاً لخطة قطر الوطنية ٢٠٣٠، وأنا أتأمل أهم ملامح خطاب الأمير لابد من الوقوف على ما ذكره سموه في (أن الحكومة تقود حالياً جهود تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية 2011-2016. ولقد أُخضِعت لتقييم موضوعي بعد مرور ثلاث سنوات على تدشينها لرصد التقدم المحرز في تنفيذها والتعديلات على أهدافها في ضوء التغيير في مختلف العوامل الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية، وقد أظهر هذا التقييم أن عدداً من الجهات التي تشارك في مسيرة التنمية قامت بوضع خططها التنفيذية، كما أظهر أن التعاون والتنسيق المؤسسي بين هذه الجهات قد حقق بدايات إيجابية ولكن ثمة جهات لم تستوف ذلك بعد.) إن هذه المتابعة المباشرة من سموه حفظه الله للجهود المبذولة من قبل الجهات في الدولة أمر محمود، يعكس لنا دور القائد المسؤول المخطط المتابع المشارك مع أبناء شعبه مراحل النمو والتطور في المجتمع، فالقائد الناجح هو ذلك القائد القادر على تحقيق مبدأ العدالة والشفافية في المجتمع المبني بطبيعة الحال على مصلحة المجتمع بأسره وليس على أسس ومعايير شخصية، هذه القيادة العادلة المميزة تضفي أجواء من الارتياح، وتدعو الآخرين إلى مراعاة المصلحة العامة بل ووضعها نصب أعينهم دائماً، وأيضاً من خلال التذكير المستمر لجميع الأفراد والجهات بأهمية تضافر الجهود والعمل المشترك من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو تحقيق رؤية قطر الوطنية بالصورة الأمثل، لهذا فإننا نلمس في كل خطاب كلمات الدعم المعنوي والثناء لكل من يعمل ويجتهد ، وكلمات التذكير للمتخلفين عن الركب، فجميعنا نخدم قطر في النهاية ونتطلع لمصلحتها ولانرضى إلا الأفضل لهذا الوطن وقائده وشعبه. خطاب الأمير مليء بالدر الوفير، والدروس المستفادة، والأسس التي لابد لنا أن نعود إليها بعد كل مرحلة من مراحل عطائنا لنقييم إنجازاتنا ونكمل المسير.