10 سبتمبر 2025

تسجيل

حيـــن تنتصــر الحــرب علــى كـــورونــا

16 أكتوبر 2022

لأن السياسة تبدو بصوت أقوى ولغة الحرب أكثر تأثيرا وتقلباتها تبعثر الأوراق على الساحة السياسية فإن أخبار (فيروس كورونا) تلاشت واختفى تداول تبعات الفيروس على العالم وما عاد الجميع يتكلم عن تحديثات هذا الفيروس الذي قتل الملايين وأصاب الملايين وما زالت تفرعاته من الفيروسات تزداد وتتنوع. وتحذر منظمة الصحة العالمية من خطرها القائم وخطورتها على البشرية ومع كل هذا تلاشى كل شيء يخص كورونا وبقيت الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة النفط وتعثر قارة أوروبا من البقاء متماسكة في تناقض كبير عما كانت تروج له في السابق على أنها أوروبا العظيمة التي لا تفرقها المصالح بل يجمعها التصالح الذي يبدو على دولها، فإذا بروسيا التي لم تأبه لا بعقوبات سياسية ولا اقتصادية ولم تبال بلغة التهديد والوعيد، تكشف القناع الجميل الذي كان الرئيس الأوكراني زيلنسكي مفتونا به وعند أول مطب لبلاده لم تستطع أوروبا أن تحرك جنديا واحدا من حلف الناتو باتجاه كييف التي أبدت رغبتها مسبقا بالانضمام له قبل أن يتفجر الغضب الروسي، مما أسمته موسكو بالأمنية المستحيلة لأوكرانيا وتعقب حرب بعدها أضاعت بأخبار كورونا ولم يعد أحد يهتم بسماع تحذيرات رئيسها الذي يشعر بالقلق على الدوام ولا بتعليماته في رفع سقف الوقاية من هذا الفيروس وفصائله، لأننا عالم يهتم بخطورة الحرب الثالثة فيما لو تفجرت والتي سوف تكون أكثر وقعا وإيلاما من فيروس بات العالم يتعايش معه رغم موت الملايين منه، ولكن ثبت في عقولنا أن ما نراه هو الخطر وليس ما نشعر به، فالرؤوس النووية التي هددت بها موسكو وحذرت منها واشنطن رؤيتها تجلب الفزع والهلع على غير ما لا نراه من فيروس لا يُرى بالعين المجردة، وهو أمر يثبت أننا عالم يسهل على الدول الكبرى اقتيادها إلى ما ترغب به، ولذا تبدو حرب روسيا وأوكرانيا المسرح الذي يجب أن تتجه له أنظار الجميع والتصفيق الذي يجب أن يحظى به البطل في نهاية العرض. ولا يبدو حقيقة ان روسيا مستعجلة على إنهاء المشهد خصوصا وإن زيلنسكي حسب ادعاءات موسكو يحب (الشو) ونسب مفاتيح النصر له في تصريحات مغايرة لما تؤكد عليه روسيا التي كان لها السبق في إطلاق الرصاصة الأولى باتجاه أوكرانيا، ولا شك أنها سوف تصر على أن تكون صاحبة الرصاصة الأخيرة في هذه الحرب التي لا تبدو أنها متكافئة رغم حصول كييف على تعاطف ودعم العالم واعتبار روسيا مخلة بالقانون الدولي. لا أريدكم أن تستنبطوا من سطوري أعلاه أنني ارجح كفة على أخرى لأنني في النهاية من مليارات هؤلاء البشر التي تود أن يعم السلام على كل بقعة في هذا العالم لكنني أحاول استقراء الوضع كما أراه على الأرض وكما أتتبعه من مواقع إخبارية موثوق بمصادرها، وباتت بعيدة كل البعد عن مواطن التحذير من فيروس العصر ورصد الوفيات منه وعدد الإصابات والمتعافين منه كما كان الوضع في السنتين الأخيرتين وتحديدا منذ أن ظهر وانتشر. وأقرأ أيضا أن هذه الحرب بدأت لكي لا تنتهي وأن بضاعة الحرب التي ابتُلينا بها في بعض دولنا العربية قد ظهر لها شبيهات في مناطق أخرى لا تتحدث لغة الضاد لذا نبدو نحن أكثر دقة في استقراء واقع الحرب الروسية الأوكرانية من غيرنا وأكثر دقة في شرح متعلقات وآثار هذه الحرب من أي شخص آخر وعليه نقول إن كان فيروس كورونا مؤامرة لإبادة الجنس البشري وإثراء مصانع الأدوية واللقاحات فإن الحرب اليوم أصبحت هواية خصوصا لمن هو ضليع بها ومتمرس بخباياها ويحسب فائدته منها بقدر خسارته، بينما دورنا محصور في المتابعة باهتمام والتصفيق للبطل !.