16 سبتمبر 2025
تسجيل((عندما قطع الملك فيصل مد البترول في حرب أكتوبر وقال قولته المشهورة : عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهما .. ذكر وزير الخارجية الأميركي الأسبق كسينجر في مذكراته أنه عندما التقى الملك فيصل في مدينة جدة عام 1973 في محاولة لإثنائه عن وقف ضخ البترول رآه متجهماً فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبة فقال له: إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاذ الوقود فهل تأمرون جلالتكم بتموينها وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة؟!.. يقول كسينجر : فلم يبتسم الملك فيصل بل رفع رأسه نحوي وقال : وأنا رجل طاعن بالسن وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية ))؟!..لربما اليوم لا تعد هذه بالحادثة المهمة التي يجب أن يتداولها الجميع بمجالسهم أو يورثها الكبار صغارهم لأن ما كان لم يعد حاصلاً الآن وماكان في السبعينات لا يجوز إقحامه في الألفية الثالثة لا سيما وإن كل شئ تغير ولم يعد مثلما كان بخلاف شئ واحد لم يتغير وللأسف لن يتغير وهو إن فلسطين لاتزال حبيسة احتلال إسرائيلي آثم غاشم ومأسورة في نطاق المباحثات والمفاوضات التي ينتهي على إثرها الشعب ولا نسمع إن هذه المباحثات تعلن يأسها من أن تتقدم إلى الأمام ولو أنملة واحدة.. مات فيصل والذي كان يعلم بأنه يملك أكبر سلاح يكسر أنوف الأميركيين والإسرائيليين به وكان له التأثير القوي الذي لا تملك حكوماتنا العربية اليوم القدرة على التلويح له باعتبار إن تنفيذه يعد كابوساً لدى بعض القادة العرب ولذا فمحاولة التلويح به يمكن أن يكون خطيئة تجعل بالجميع يعتزم القيام بفريضة الحج ومحاولة الابتهال إلى الله بان يغفر الله ذنب التفكير بهذا الأمر الفظيع!!.. مات فيصل وهو يدعو الله أن يؤدي ركعتين في المسجد الأقصى لدرجة إن الوزير كسينجر لم يخف تأثره بما قيل له وهو النصراني الذي لا يعني له الأقصى شيئاً ولا يعد استرداده من القبضة اليهودية بالشئ المهم له أو لبلاده التي تعين الكيان الإسرائيلي أكثر فأكثر في بسط الهيمنة على فلسطين بأسرها.. ولا يمكن أن ننسى مشهد العالم وهو يهلل لإقرار مجلس حقوق الإنسان الدولي لتقرير جولدستون الذي يدين إسرائيل ويؤكد فعلتها الإجرامية الوحشية التي ارتكبتها في حق غزة وشعبها في أوائل شهر يناير المنصرم وكأنها بعد الاعتماد الرسمي من حقوق الإنسان ستلقى في سجون غوانتنامو المخصصة للإرهابيين ومجرمي الحرب وسيتنفس الفلسطينيون الصعداء وسيرون الشمس تشرق من جديد بعد ما يزيد عن نصف قرن ظلت مختبئة خلف ضباب الإرهاب الإسرائيلي وكل ذلك كان من الأحلام البعيدة المنال .. هل لي أن أهمس في إذن بعض العرب وأقول ( بربك ماذا فعلت بنا سياسة العرب)؟!!..ماذا بعد اعترافاتكم الهزيلة بجرم إسرائيل في اعتداءاتها الآثمة على غزة والتي أرفض تسميتها بـ (الحرب) باعتبار إن مسمى الحرب يجب أن يكون بين طرفين وذاك الهجوم البربري الإسرائيلي كان هجوماً غادراً مارس فيه جنود العدوم كل فنون القتل والتعذيب الوحشي؟!.. هل كنتم تتوقعون بأنه سيرفع التقرير إلى مجلس الأمن وسيقره هذا الأخير وفجأة سيخلو العالم من الإرهاب الإسرائيلي وستغدو غزة حرة بعد حصار دام أكثر منذ عام 2007 وستضم طاولة المفاوضات ممثلون من حكومة إسرائيلية معتدلة النوايا والأفكار وسيكون كل شي بالنصف وبحسب العقل والحق الذي سيعود لصاحبه؟!ففي السبعينات نجح سلاح النفط واليوم سينجح لو فكرنا قليلاً بأن ما نضيعه من كرامتنا وإسلامنا ومبادئنا أكبر بكثير مما تتخوف منك أوبك أو يحذر منه وزراء النفط العرب لدينا.. أين نشيدنا الذي ألزمتمونا مكرهين ونحن صغار على حفظه وترديده (بلاد العُربِ أوطاني من الشام لبغدان ِ ومن نجدٍ إلى يمن ٍ إلى مصر ٍ فتطوان ِ فلا أحدٌ يباعدنا ولا دينٌ يفرقنا لسان الضاد ِ يجمعنا بغسان ٍ وعدنان ِ)؟!.ربما تستغربون حديثي هذا كله رغم إقدام أهالي غزة على استقبال مواد البناء القطرية بعد فتح معبر رفح لدخولها والبدء في إعمار جديد أدعو الله ألا تدمره إسرائيل قبل أن تبدأ أول لبنة في الاصطفاف بانتظار أخواتها لإنشاء مدينة جديدة تتنفس عافية بإذن الله..◄ فاصلة اخيرة : العزة في غزة وكفى ! . [email protected]