12 سبتمبر 2025
تسجيلقُتل الرجل ! ، اختفى الرجل ! ، اختُطف الرجل ! ، وما زال السؤال يتردد : أين هو الرجل ؟! . لـ 13 يوما ما زال سر اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي يدور عالميا والسر في حنايا القنصلية السعودية التي تأبى أن تعترف بمصير مواطنها الذي دخلها في الثاني من اكتوبر الجاري ولم يخرج منها حتى اليوم، والقنصل السعودي يلزم بيته منذ خمسة أيام متواصلة في الوقت الذي قيل إن هذا البيت ( المسكون ) يحتوي هو الآخر على أسرار في قضية خاشقجي بعد أن تتبعت كاميرات الحكومة التركية السيارات السوداء التي خرجت من القنصلية بعد مكوث خاشقجي فيها بساعتين ونصف حتى بيت القنصل ومكوثها لأربع ساعات متواصلة قبل أن تتجه للجانب الآسيوي من تركيا . بالأمس خرجت الرياض متشحة بعباءة القوة والتحدي لترامب وبلاده بعد أن لوح الأخير بعقوبات شديدة فيما لو ثبت فعلا ضلوع السعودية في اختفاء أو مقتل خاشقجي دون أن تمتد هذه العقوبة لوقف صفقات السلاح التي ستجني واشنطن من ورائها أكثر بكثير مما ستأخذه الرياض وأعلنت: من يتحدانا سنتحداه لتعود فورا لحجمها الطبيعي أمام أمريكا وتتابع : نشكر حكومة ترامب لعدم الحكم المسبق علينا في أننا قد قتلنا خاشقجي فعلا ! .. وقد رأيت شخصيا أن هذا هو الطبيعي الذي يجب أن تخرج عليه الرياض وسط إعصار الاتهامات التي جاء في معظمها اتهامات مباشرة لها أنها قتلت الرجل وقطعته ودفنت أجزاء منه في ساحة منزل القنصل الذي يبدو أنه يعاني حاليا من أزمة نفسية يخشى فيها أن يخرج له شبح خاشقجي ليلا لأن السعودية تعلم أن حتى حلفاءها مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا لم يتهاونوا في اتهامها وأظهروا نوايا غير طيبة ضد الرياض خصوصا مع تلكئها في فتح أبواب القنصلية وبيت القنصل المرعوب أمام فرقة التحقيق التركية الواثقة بأنها ستجد آثارا لدماء خاشقجي المسكوبة ولذا لم يبق لهذه الدولة الهزيلة في الحكم والحكمة سوى ذلك الشعب المغرر به لتظهر بعباءة المسيطرة على الأمور وأنها لا تزال الأقوى وصاحبة الحق والضحية التي يتهمونها كذبا وزورا وبهتانا فصرحت وتحدت ولوحت بورقة النفط والمال وبهذا صدقت بعض فئات هذا الشعب أن من يحكمه قادر على أن يحميه في الوقت الذي لا يزال فيه ترامب يقول: ادفعوا ثمنا لحمايتكم !، وبالفعل طبل وزمّر هذا الشعب مع كثير من ( الهياط ) الذي يجيده هذا الشعب حتى تصورنا أن جيش المملكة يستعد لغزوة فتح أمريكا ورايات الله أكبر ترفرف على دباباتها ! ، ولم تمض ساعات حتى ( ذاب الثلج وبان المرج ) ويعلن تركي الدخيل مدير ( قناة العربية ) أحد أهم وأخبث أذرع ( المحمدين ) في المنطقة ويقولها بصراحة لتمرير الفكرة وتقبلها تدريجيا : ( إيران ستكون « الصديقة» التي ستلجأ لها السعودية فيما لو فرض ترامب عقوباته ) فهل أصبحت ( الشريفة ) أشرف من أمريكا فجأة ؟! ، سبحان الله ! . ليس بغريب ولا بمستغرب أن تعيش الرياض حالة التخبط هذه وتختبص عليها أزرار «ريموت» السيطرة على مواقفها وتصريحاتها فيصرح هذا وينفي ذاك ، وينكر هذا ويؤكد ذاك ، وكأن نظام ( قروب الواتساب ) للإعلام السعودي يغلبه نظام ( ضرائر ) كل عضو ينفي ما يقوله صاحبه ويؤكد أن ما يقوله هو الصحيح المؤكد ! ، ولكن تبقى الحقيقة التي يهرب منها السعوديون واضحة وهو أن الرياض متورطة بشكل كامل وواضح وبيّن في اختفاء خاشقجي المؤكد وقتله إن تبين ذلك وأن تردد السعودية في فتح قنصليتها وبيت قنصلها للجنة السعودية التركية المشتركة التي شُكلت بناء على طلب سعودي له غرضه الذي لم يتحقق ماهو إلا إثبات لجرمها في سكب دم خاشقجي ومحاولة التنصل من هذه الجريمة المروعة ! ، ولذا تبقى ( عنتريات ) الرياض مثل أثر أقلام الرصاص في الهواء أو الرسم على الماء وما يقوله بن سلمان يأتي الدخيل ويهدمه في ساعة واحدة ليكسر ترامب بعدها الأنوف ويُذكر الجميع أن القنصلية السعودية في اسطنبول باتت وسط ( شبك ) من الحماية التركية حتى يُظهر الله ما تخفيه وكفى الله الرياض والمملكة عموما شر ( الهياط ) وما بعده ! . ◄ فاصلة أخيرة : يبدو أن كلمة ( الرياضة ) قد استوحيت من ( الرياض ) التي تمارس اليوم رياضة جديدة تعتمد على تمرين الفك السفلي بكلام شديد يقوي عضلاته .. اطمئنوا فهذا في أغلب مضاعفاته لن يتجاوز شعور بالشد في اللسان يجبر صاحبه على الشعور بـ ( الرضا ) بعدها ! . [email protected]