27 أكتوبر 2025

تسجيل

فازت فرنسا وانتصرت قطر

16 أكتوبر 2017

أودري أزولاي سياسية فرنسية ووزيرة سابقة للثقافة، انتخبت في 13 أكتوبر 2017 لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ، بعد خمس جولات من التنافس مع مرشحين آخرين في مقدمتهم القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري الذي منحه المجلس التنفيذي لليونسكو 28 صوتا مقابل ثلاثين صوتا لوزيرة الثقافة الفرنسية السابقة لتخلف بالمنصب البلغارية ايرينا بوكوفا الذي تولته في نوفمبر 2009، وسيستلم الفائز بمنصب مدير اليونسكو مهامه رسميا يوم 10 نوفمبر من هذا العام بعد موافقة الجمعية العامة للمنظمة عليه والمتمثل في 195 دولة . ما حدث عشية يوم الجمعة الماضية في العاصمة الفرنسية باريس وما شاهدناه وتابعناه أثناء انتخابات اليونسكو ربما لم يكن ليصدقه عقل عند كثيرين، إلا أننا وفي دولة قطر فقد اعتدنا على أن تأتينا الضربات والطعنات من أقرب الأقربين، ففي الوقت الذي أعلنت فيه النتيجة كان سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري هو أول المهنئين لمنافسته الفرنسية أودري أزولاي والتي فازت بمنصب مدير عام اليونسكو بفارق صوتين فقط عن مرشح دولة قطر . بروح رياضية عالية أشاد المرشح القطري المنافس بنزاهة الانتخابات ووجه الشكر لحملته الانتخابية وتمنى التوفيق للمديرة الجديدة في مهمتها، وهو الأمر الذي يعكس الوجه المشرق والمضيء والراقي للدبلوماسية القطرية التي تثبت كل يوم أنها الأكثر رقيا، بينما في الجانب الآخر من القاعة الرئيسية التي جرت فيها الانتخابات كان أحد أفراد البعثة المصرية يصرخ صائحا في أعقاب إعلان النتيجة قائلا تعيش فرنسا وتسقط قطر وسط استهجان جميع البعثات الدبلوماسية الموجودة من مختلف أنحاء العالم، وحالا رد مندوب قطر في اليونسكو علي زينل ووصف هذا التصرف بأنه فردي وقال تحيا قطر وتحيا مصر وتحيا جميع الشعوب العربية . لقد نجح المرشح القطري جمد بن عبدالعزيز الكواري في أن يكسب احترام وتقدير العالم أجمع، فقد كان متصدرا لنتائج الانتخابات لولا المؤامرة التي حدثت داخل أروقة اليونسكو، تلك المنظمة التي تعنى بالتربية والثقافة والعلوم! ولكن للأسف أثبتت التجربة أنها تخلو كثيرا من الثلاثة وتم تسييسها، وعلى نفس درجة الرقي والنزاهة جاءت كلمات مندوب قطر الدافئة والرقيقة التي كان لها تأثير أقوى من الرصاص على كل أعداء الإنسانية ممن تؤلمهم وتؤذيهم حكمة قطر منذ بداية الأزمة . من الطبيعي جدا أن ينزعج أعداء النجاح وأعداء الحياة وأعداء الإنسانية من برنامج الدكتور الكواري الذي أعده لإنقاذ المنظمة من الحالة المتردية التي آلت إليها، لذلك فقد دبروا أمرهم عشية ليلة الحسم، تماما كما انزعجوا من وقوف دولة قطر في وجه الظلم وانحيازها الدائم للشعوب وللحق، فدبروا لها أمرا بليل وأفصحوا عن نواياهم الخبيثة تجاهها. أعتقد أن ما حدث في اليونسكو له انعكاس بالإيجاب على الدكتور حمد الكواري وخرج بعد تلك المعركة منتصرا، فعلا في الأخير فازت فرنسا وربحت قطر .. نعم ربحنا تقدير العالم الذي وثق فينا وساعد في إيصال مرشحنا للجولة الخامسة والأخيرة، وقد صفعت نصف الدول من أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) دول الحصار حين اختارت المرشح القطري لزعامة هذه المنظمة العريقة. هنيئا لكم فقد انتصرت قطر على الحصار، وفاز د. حمد الكواري بتقدير واحترام العالم وهو إضافة ومكسب لأي منصب سياسي يتقلده، ونرفعها عاليا لسعادته ونقول: #بيض_الله_وجهك_يا_بو تميم# وسلامتكم.