الكوريون يتوصلون لعلاج السكري في قطر والخليج

قطر ضمن لائحة أكثر 10 بلدان في العالم تعاني من أعلى معدلات لانتشار السكري منذ عام 2014، وذلك بحسب إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري التي ركزت على أعلى معدلات انتشار مرض السكري في الفترة بين عامي 2013 وَ2035 في كلٍّ من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. خلال زيارتنا للعاصمة الكورية سيول المخصصة للصحافة القطرية والتي بدأت منذ اسبوع ونختتمها اليوم الاحد، كانت الفرصة متاحة جدا لطرح هذه القضية الصحية المخيفة لنا ولاجيالنا القادمة، فكانت المفاجأة ان كل المتخصصين في مستشفيات ومراكز الابحاث الطبية الكورية الذين التقينا بهم اكدوا هذا الشيء، بل تبين انهم مستعدون للمشاركة بفاعلية في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، من خلال تقديم دراسات متطورة على مستوى العالم لمحاصرة المرض والحد منه، خاصة في دول الخليج العربية التي تتزايد فيها الحالات المرضية بالسكري، وسيطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشارها.وحذر الاطباء الكوريون خلال لقاءاتنا بهم في سول، من أن العواقب الصحية للأمراض التي ترافق الإصابة بالسكري خطيرة جدا، وتتضمن أمراض القلب والسكتات الدماغية واعتلال الشبكية السكرية، والأمراض الكلوية وبتر الأطراف السفلية؛ وهي حالات استقبلتها المستشفيات الكورية في الآونة الاخيرة بعد فتح قنوات للتعاون بينها وبين الدول الخليجية ومنها دولة الامارات والسعودية وحاليا دولة قطر التي تسعى لتطوير التعاون بينهما خاصة في المجال الطبي.مرض السكري اخذ منحى خطيرا ولابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل صناع القرار حول العالم للحد من المعدلات المتزايدة لانتشاره، ومؤتمر "ويش" بأهدافه النبيلة يسعى لتحفيز الإلهام ونشر الابتكارات وأفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، بحيث تتماشى أهدافه مع رؤية مؤسسة قطر ورسالتها الرامية لإطلاق قدرات الإنسان، وتأكيد دور دولة قطر الريادي كمركز رائد للابتكار في مجال الرعاية الصحية.موضوع السكري أشبع بحثا في الدورة الاخيرة لمنتدى "ويش" العام الماضي واتفق العلماء المشاركون على ان مرض السكري يشهد انتشارا سريعا في العالم، وكانت خلاصة المنتدى اهمية تزويد صناع القرار بالمعلومات الضرورية لتقييم الآثار الصحية والاقتصادية المصاحبة للمرض، وتسليط الضوء على الدروس المستخلصة من التدخلات الناجحة، وتوظيفها في نهاية المطاف عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي من شأنها العمل على الحد من انتشار المرض.نعيد للذاكرة ما قاله اللورد دارزي أوف دينام، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر "ويش" ومدير معهد الابتكار في الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن من انه "ينبغي أن تتحول مسألة مكافحة ارتفاع معدلات مرض السكري من النوع 2 إلى أولوية عالمية؛ إذ غالبًا ما يُستهان بتأثير مرض السكري وما يصاحبه من أمراض مزمنة".لا شك ان مشاركة الخبراء الكوريين والاطباء المتخصصين منهم، سيثري منتدى "ويش" في الدوحة نهاية نوفمبر القادم، وبمساعدتهم ومشاركة نخبة من علماء العالم نأمل ان نطلق شعار "لنعمل معا للحد من انتشار السكري قبل أن يتحول إلى وباء تصعب السيطرة عليه ويؤثر تأثيرًا سلبيًا هائلًا على الأجيال القادمة".مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" هو منصة عالمية للرعاية الصحية ترمي إلى إيجاد ونشر أفضل الأفكار والممارسات المستندة إلى الأدلة، ومشاركة الخبراء والاطباء الكوريين فيه، سترسخ اهدافه في بناء مجتمع دولي يضم نخبة من القادة ورواد الابتكار في مجال سياسات وبحوث الرعاية الصحية.. وسلامتكم.