28 أكتوبر 2025

تسجيل

السويد والتوقيت الصائب

16 أكتوبر 2014

السويد دخلت التاريخ باعلانها انها ستكون اول دولة اوروبية ستعترف بدولة فلسطين بعد ان وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف فعليا بفلسطين دولة ذات سيادة عام 2012 لكن الاتحاد الاوروبى ومعظم دوله لم يعترف رسميا بها بعد.. والسويد لها رؤيتها واستقلاليتها فى اتخاذ هذا القرار الصائب وفى هذا الوقيت على وجه التحديد ، وهى خطوة جريئة تكمل بها جهودها لتحقيق طموح الفلسطينيين الذين انتظروا من يوم الاعتراف الاممى بهم كدولة مستقلة ان تقدم احدى دول الاتحاد الاوروبى بمثل هذه الخطوة، وجاءت السويد التى لها صوت مسموع فى السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. كل العالم المحب للسلام اسعده هذا الاعتراف، وتوقعوا ان يدفع قرار السويد دولا أخرى لتحذو حذوها، فى وقت يسعى الفلسطينيون الى حشد الاراء المتوافقة ويهددون بخطوات أحادية .. الامر الواقع هو ما دفع حكومة السويد لهذا القرار، وقال رئيس وزرائها وهو يعلن القرار (لن يحل الصراع بين اسرائيل وفلسطين الا عبر حل دولتين يتم التفاوض بشأنه وفقا للقانون الدولي) وأضاف (يتطلب حل الدولتين اعترافا متبادلا ورغبة فى التعايش السلمي. ولذلك ستعترف السويد بدولة فلسطين).ما يسعدنا من خطوة السويد ذلك الانفعال سواء الايجابى او السلبى من باقى دول الاتحاد الاوروبي، فرنسا اوضحت فى ردها على خطوة السويد بنبرة جادة فقالت انه سيتعين فى وقت ما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها "من الملح تحقيق تقدم فى حل الدولتين، والتوصل الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة، تحيا فى سلام وأمن الى جانب اسرائيل". المتابعون لهذا الحدث اعربوا عن عدم دهشتهم بهذا القرارلانهم يعرفون سياسة السويد عبر التاريخ ووقوفها مع القضية الفلسطينية ويرون انه حان الوقت للتحرك من الأقوال الى الأفعال فى ما يتعلق بحل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، وذلك بعد ان ظلت المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى متوقفة أو متجمدة، ولذا نأمل أن يسهم قرار السويد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى خلق ديناميكية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، ويعطى الأمل للأجيال الصاعدة فيها.لا يمكن ان يمر الحدث مرورا عابرا بل حتما سيكون له تداعياته كما قلنا الايجابى منه او السلبي، ومؤخرا اوردت الانباء ان أعضاء فى البرلمان البريطانى اجروا تصويتاً رمزياً على ما اذا كان يجب أن تعترف حكومة لندن بدولة فلسطينية، وهى خطوة من المؤكد انها تهدف الى اثارة الوضع السياسى للقضية حتى ان لم تعلن حكومة لندن اعترافها العلنى والجريء كالحكومة السويدية.لا نريد ان نضخم ما اقدمت عليه حكومة السويد من قرار معتدل وناضج، لكن ردة الفعل الاهم ان هذا القرار ارعب حكومة اسرائيل، وتحاول اشغال العالم برفض القرار، من هنا سارعت الحكومة الاسرائيلية بالتحذير من أن الاعتراف المبكر بالدولة الفلسطينية يوجه رسالة خاطئة للقيادة الفلسطينية، لكن الحقيقة تقول ان القرار يوضح تغييرا فى توجهات الرأى العام فى الاتحاد الاوروبى ضد اسرائيل بعد ان شاهدوا الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التى قتل فيها أكثر من 2100 فلسطينى أغلبهم من المدنيين، و70 اسرائيليا أغلبهم من الجنود.تزايد الاعترافات بدولة فلسطين سيأتى تباعا بعد ان اعلنت السويد اعترافها، وسوف تتبعه خطوات مماثلة أخرى من دول الاتحاد الأوروبى رغم ردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة هذه امانينا وعلى الله التوفيق . وسلامتكم