17 سبتمبر 2025
تسجيلدراسة تؤكد زيادة نسبة استخدام "السويكة"، لدى طلاب المدارس في قطر، جرس الخطر يقرع، وأجهزة الإنذار تهتز، فهذه المادة كما يعرفها المختصون فيها نسبة من المخدرات وتؤدي إلى الكثير من المخاطر على الصحة، وللأسف قد يستهين بها البعض، ويتغاضى عن سماع خطرها، بل ان بعض الشباب يستخدمها بكثرة، وهم يدعون عدم خطورتها، وهنا الخطر الأكبر، فهؤلاء الشباب قد يكونون قدوة لأقرانهم أو الطلاب في المدارس. قد يقول قائل وكيف يعرف ولي الأمر أن ابنه يتعاطى هذه المادة، والجواب أنه من الممكن معرفة ذلك من تصرفات الابن ومن حالته الصحية، خاصة في الفم،حيث إن هذه المادة توضع تحت الأسنان أو اللسان، وهو ما يؤثر عليهما صحياً، كما يمكن بكل سهولة اكتشاف ذلك من خلال البحث بين جنبات كتب الابن وحقيبته المدرسية، والأهم من ذلك محاولة الحوار مع الابن بطريقة لا يشك فيها أن الأب أو الأم يبحثان عن شيء ما قد يكون يخفيه، وما أجمل أن يدور الحوار بكل مودة وحب، وأسلوب محبب بحيث يمكن للابن أن يبوح بكل ما في نفسه، وما يدور في المدرسة، والتعرف على أصدقائه وسلوكياتهم في المدرسة، والأخطاء التي يراها هو في المدرسة من قبل الأصدقاء والزملاء، والأماكن التي يذهب إليها مع هؤلاء الأصدقاء، وكيفية إنفاق الأموال التي يحصل عليها من والديه. وبالطبع أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في أسرة يحرص كل من الأب والأم على رعاية أبنائهما والتأكد من حسن سلوكياتهم وتصرفاتهم في المدرسة وخارجها، وأن يتعاون هؤلاء الوالدان مع المدرسة في متابعة الأبناء بشكل دائم، ومتواصل، بحيث يمكن للأم أن تتابع ابنها بعد عودته من المدرسة وتجلس معه ومحاولة استخراج مكونات نفسه وما يحدث في المدرسة في يومه المدرسي، وأن تحرص على ترتيب كتبه وتنظيف حقيبته بحيث يمكنها ملاحظة أي شيء غير عادي فيها ليس فقط مادة السويكة، بل أحيانا السجائر والأشرطة الممنوعة وغيرها من الأمور التي قد يقوم بها الفتيان، خاصة الذين قد يغرر بهم دون أدنى وعي منهم ولا ملاحظة ومتابعة من الأهل. ولا يمكن أن نغفل دور الأب في ذلك، فيجب ألا يلقي كل المسؤولية على الأم، ويعيش هو في عالمه الخاص بين العمل والأصدقاء والسفر والرحلات والمجالس، ولا يرى أطفاله وأبناءه المراهقين إلا فترة قصيرة، إذا أتيحت لهم الفرصة، فهو مطالب بأن يتابع الأبناء، خاصة الذكور من خلال زيارة المدرسة والتعرف على مدرسيهم والسؤال عن أحوالهم وسلوكياتهم مما قد يعطيه الإشارة إلى خطر ما يواجههم. وبالطبع أن هذه المسؤولية عن الأبناء، مشتركة بين المدرسة والأسرة، خاصة الاختصاصي الاجتماعي الذي للأسف قد لا يكون له عمل واضح في أغلب مدارسنا اللهم إلا تنظيم المحاضرات والندوات والحفلات ولا يدري أن عمله الأساسي هو متابعة الطلاب والتعرف على أحوالهم والتواصل ومحاولة معرفة مواقع الخطر في سلوكياتهم وإيجاد الحلول المناسبة لمثل تلك المخاطر بالتعاون مع الأسرة، وهذا يعني أن يتم تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي في مدارسنا وإيضاح دوره الأساسي فيها، حتى نتجنب الكثير من المشاكل التي تواجه الأبناء والأسرة، التي قد تصل إلى مراحل خطرة قد لا ينفع معها أي حل!! إن وجود الأبناء في الأسرة وإنجابهم، ليس فقط من أجل زيادة النسل أو التفاخر بالنسب والخلف الطيب، ولكن هم الجيل القادم الذي سيبني هذه البلاد، ومن ثم لابد أن نتابع أحوالهم وسلوكياتهم وأن نحرص على التنشئة السليمة القائمة والنابعة من الدين الحنيف والعادات والتقاليد المستمدة منه التي نكون مطمئين عليهم في كل الأحوال.