10 سبتمبر 2025
تسجيلما بين توجس وخشية أحيانا وثقة واطمئنان أحيانا أخرى من موقف قطر الحالي من ( هَبّة ) التطبيع الخليجي مع إسرائيل، وانها يمكن أن تركب متن قطار التطبيع الذي لا يزال يشغله رسميا كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين اللتين ستحتفلان به الثلاثاء وهو الوقت الذي أكتب في تاريخه هذا المقال بتوقيع اتفاقية هذا التطبيع الذي كان إعلانه رسميا بمثابة صدمة للشعوب العربية، لا سيما شعوب الخليج التي كانت تستبعد أن يتم الإعلان رسميا عن هذه العلاقات الثنائية، رغم وجود كل ما يؤكد أن دولا خليجية على علاقات وثيقة بإسرائيل وفي كافة المجالات، تحضر مساعدة وزير الخارجية القطري المتحدث الرسمي للخارجية القطرية سعادة السيدة لولوة الخاطر لتضع النقاط فوق الحروف وتوضح ما كثر اللغط حوله في هوية الدولة التي ستكون التالية بعد أبوظبي والمنامة في عمليات التطبيع الخليجي الإسرائيلي، وتستبعد أن تكون الدوحة هي المحطة الثالثة في هذه ( الموضة الخليجية ) مادام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائما حتى هذه اللحظة، والتأكيد على أن الفلسطينيين شعب واقع تحت احتلال صريح ولم يأخذ حقوقه، بل إنه طرف معتدى عليه ويتم سلب أرضه وبيوته وحقه من العيش بسلام ولم يتم الاعتراف بحدوده ودولته فكيف يمكن لدولة قطر في ظل كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات على حق الشعب الفلسطيني أن تمد يد التطبيع الذي لا يمكن أن يحدث إلا بعد إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بحسب القرارات والمواثيق الدولية؟. لن أطالبكم بأن تشعروا هذه اللحظة كما أشعر بها من إيمان بحكومتي التي تؤمن بقضية فلسطين أكثر من إيمانها بما يمكن أن يحقق لها هذا التطبيع لو صار فعلا مع إسرائيل، لكني أدعوكم لرؤية المشهد بزواياه الأربع وفي داخل إطار العلاقات القطرية الأمريكية التي أشاد بها كل من الجانب القطري والجانب الأمريكي في الحوار الاستراتيجي الثالث المعقود حاليا في واشنطن، والذي أثنى فيه سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بعلاقات قطر بالأسرة الدولية بشكل غير مسبوق رغم الحصار المفروض عليها، وأن الدوحة باتت أقوى مما كانت عليه بالإضافة إلى علاقاتها المميزة مع الولايات المتحدة التي تنمو بصورة طيبة بين البلدين ومع هذا تبدو الدوحة ثابتة على موقفها العربي تجاه فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن هناك طرفا معتديا وهو إسرائيل وطرفا معتدى عليه وهو فلسطين وأن فكرة التطبيع لا تمثل لدولة قطر محل صراع أو خلاف لأن أساس المشكلة هو في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية حله، لأن حل الدولتين بات الأمثل لهذا الصراع، باعتبار أنه لا يمكن لأي قانون دولي أن يفرض على إسرائيل الخروج كاملا من فلسطين وإقناعها بأنها عبارة عن كيان مغتصب غريب في قلب الأمة العربية، وهذا الثبات هو ما يجب أن نحييه في الدوحة،لأنها باتت مثل الذي يمسك جمرا ملتهبا ولا يريد أن يفلته لكي لا يضر أحدا وهذا نابع من إطار المصلحة العامة التي تمارس قطر دورها فيه، وليس المصلحة الشخصية التي سعت كل من أبوظبي والمنامة لتحقيقها لهما دون الشعور بمسؤوليتهما الكاملة تجاه الفلسطينيين الذين يسخرون حتى هذه اللحظة بمسوغات التطبيع الإماراتي البحريني الإسرائيلي القائمة على استقرار المنطقة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على دور وقرى ومدن الفلسطينيين لا سيما وإن قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 تعرض لقصف إسرائيلي مكثف يوم إعلان التطبيع الإماراتي مع إسرائيل. ولذا كان حديث السيدة لولوة الخاطر بمثابة إغلاق باب التطبيع وفتح باب الحل لقضية تعتبرها قطر حتى الآن قضيتها الأولى في المنطقة، وهذا هو المأمول في وقت بات الأمل في العرب مفقودا مفقودا !. [email protected] @ebtesam777