07 أكتوبر 2025
تسجيلأقيمت تجربة في جامعة ستانفورد على مجموعة من الأطفال وُضِعت أمامهم قطعة من الحلوى، وأخبروهم بأن عليهم الانتظار لمدة ١٥ دقيقة، فإن صبروا واستطاعوا كبح جماح رغبتهم في تناول الحلوى طوال هذه المدة فسيمنحون قطعة ثانية. مرت الدقائق ثقيلة جداً على الأطفال، فمنهم من كان يتحسس الحلوى بأنامله، ومنهم من كان يحاول النظر بعيداً ثم يسترق النظر للحلوى، وبعضهم كان يلعقها بدون أن يأكلها، ومنهم من كان يأخذ قضمة صغيرة جداً لا تكاد ترى. استطاع حوالي نصف الأطفال التحكم في رغباتهم، فيما لم يتمكن النصف الآخر من المقاومة. المثير في التجربة أن الباحث تابع حياة كلتا المجموعتين من الأطفال لمدة ٥٠ عاماً وسجل تقدمهم في مختلف مراحل حياتهم. وكانت النتيجة أن من استطاعوا التحكم برغباتهم وتأجيل المتعة، كانوا أكثر انضباطاً في حياتهم، فدرجاتهم الدراسية أعلى، وأقل عرضة للإدمان، وقادرون على اتباع نمط حياة صحي والحفاظ على وزن مثالي، أكثر من أولئك الذين لم يتمكنوا من ضبط رغباتهم وتناولوا الحلوى قبل الوقت المحدد. الفرق بين المجموعتين هو الصبر والقدرة على ضبط النفس والسيطرة على الرغبة وتأجيل المتعة الفورية مقابل الحصول على نتيجة أفضل. فالقيادة المتهورة مثلاً قد يكون بها متعة لحظية ولكن الذي يمتنع عنها فهو يؤثر السلامة مقابل متعة التهور. وكذلك التضحية بوقت ممتع مع الأصدقاء في سبيل قضاء مدة أطول للمذاكرة والحصول على درجات أعلى، أو الصبر على قراءة كتاب في سبيل الحصول على العلم والثقافة، والقدرة على السيطرة على الرغبات والنزعات وتقليل سيطرة المغريات. هي قرارات صعبة علينا جميعاً، ولكن صبرنا عليها يصنع الفرق بين شخص تقوده مُتَعُهُ ورغباتُه، وشخص يتمكن من ترويضها تارة، وقد تغلبه تارات أخرى. Twitter: @khalid606 [email protected]