23 سبتمبر 2025

تسجيل

كلمة الحق..سيف في رقاب أصحابها

16 سبتمبر 2018

لا تغيب عنا جميعا الرواية المشهورة. عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال: "أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه"، فقام له رجل وقال: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فقال عمر: "الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه"، وما تحمله تلك الرواية من معاني ثقة القائد المسلم العادل بنفسه، فلا يخشى أن يقول له الناس سنقومك بحد السيف إن وجدنا بك خطأ أو انحرافًا،   لأنه أسرع منهم في تقويم انحراف نفسه. اليوم لا نطمع في وجود حاكم عادل كعمر، فكل الحكومات تحركها المصالح، ولا يوجد  سيف قاطع يشهر في وجه الظلم في وجود السجون والمعتقلات السياسية لأصحاب الرأي والدعوة، ولا الشجاعة والجرأة في تصليح اعوجاج سلطان جائر في سيادة قوانين جائرة تُجرم من يتفوه بالحق، ولا حاكم  يرضى بكلمة حق في غياب الخوف من الله وتطبيق مبدأ دع الكلاب تنبح والقافلة تسير، وإلا لما زُجّت السجون بآلاف من السجناء والمعتقلين، لتتحول أغلبها من سجون ومعتقلات خصصت للمجرمين والقتلة ومدمني المخدرات ومتعاطيه والمرتشين وغيرها من السلوكيات المنحرفة الدنيئة التي تُجرم بأصحابها تطبيقا للاحكام الشرعية، لتضاف اليها السجون والمعتقلات بين جدرانها رجال الدعوة والدين والرأي والفكر، وتوسعت في السنوات مع بداية اشتعال فتيلة الربيع العربي والوعي الانساني بضرورة وضع حد  للظلم السائد في سياسة بعض الأنظمة العربية المستبدة التي تفتقد الديمقراطية في التعامل مع شعوبها كما ترفض التغيير، لذلك قامت الثورات والاحتجاجات وعلت الأصوات مطالبة بالتغيير وتصحيح الخلل والاعوجاج في سياسة حكوماتها ومعها شُرعت السجون والمعتقلات السياسية بواباتها خاصة لأصحاب الفكر والرأي والدعوة من باب ما يحمله فكرهم من تحريض ضد الحكومات والانظمة، وبرز على الوجه المنافقون والمراؤون من دعاة السلطة والمصالح الدنيوية. ـ ولسنا مع الفوضى الفكرية والدعوية المحرّضة التي تؤدي الى نتائج لا يحمد عقباها وفوضى مجتمعية تؤثر على مكونات المجتمع الانسانية والتنموية، وإنما بصدد الفكر البناء الذي يدعو الى الإصلاح واستنكار المنكرات ومعالجة الأخطاء وتصحيح الاعوجاج الذي تقع فيه الأنظمة وتؤدي الى الفساد والمفارقة والظلم، وقد اتخذت بعض دول الحصار هذا النهج بعد حصارها على قطر فمارست أقسى أنواع الانتهاكات اللاانسانية تجاه مفكريها ومشايخها ودعاتها والمغردين النشطاء السياسيين على مواقع التواصل والمعارضين والأفراد، في ظل اتخاذ نهج قمعي غير مسبوق سلب منهم حرياتهم وحقوقهم في التعبير والرأي والدعوة، ومصادرة ممتلكاتهم، وتجاوزت بعض الأنظمة الى محاسبة من ينتمي إليهم من أسرهم. حتى ان بعض الدول المتقدمة الديمقراطية الغربية تدين وتستنكر وتمارس النفاق السياسي لمصالحها، فغلبت مصالحها على مبادئها في حقوق الانسان والديمقراطية التي تتغنى بها ولم تحرك ساكنا وهي ترى الآلاف من شعوب الدول. التي تحكمها أنظمة مستبدة تزج في السجون والمعتقلات بمختلف توجهاتها وتكتفي في إصدار البيانات الضعيفة خوفا على تصدع مصالحها مع تلك الدول. ـ فالحرب القائمة الآن على قمع وتكميم أفواه اصحاب الرأي واعتقالهم يدل على الاعتراف بوقوع الخطأ ووجود الخلل في الأنظمة الحاكمة لتتحول الى دول بوليسية ترصد وتتابع كل من ينتقد سياستها ضد دولة قطر مع الحصار فهذه الأجهزة الأمنية الاماراتية تعتقل ناشطا إماراتيا ويتم اخفاؤه قسريا حين نشر له تسجيلا مصوراً يعبر عن رأيه في الحصار الاقتصادي المفروض على قطر، وعلى خطاها  تسير المملكة العربية السعودية تشن اعتقالات واسعة على رجال الدعوة والمشايخ لموقفهم الصامت من الأزمة بين قطر ورفضهم املاءات أنظمتهم، ومنهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري وغيرهم من الشعراء والكتاب والناشطين المغردين وعلى نهجهم جمهورية مصر العربية التي زجت بالكثير من رجالها في السجون وصادرت أموالهم وممتلكاتهم،، ولكن إلى متى!!! وإلى متى تكون كلمة الحق سيفا في رقاب المتحدثين بها ونحن في زمن المطالبة بالحرية والأمان. والى متى يتم الترصد برجال الدين والدعاة والمشايخ ونحن بحاجة إليهم في زمن محاربته من قبل الصهاينة والدول المتواطئة العربية والحليفة الذي يجب علينا كدول إسلامية أن نحافظ عليه وعلى قوة رجاله ونشره ومحاربة من يريد طمس الهوية الاسلامية بأحكامها وشرائعها، واضعاف عقيدتها، واضعاف الشخصية الاسلامية بقيمها ومبادئها واخلاقياتها، من أجل سيادة مذاهب أخرى وعقائد أخرى وديانات أخرى، وبدايتها طمس العقول الاسلامية والفكرية وزجها في المعتقلات والسجون. Wamda.qatar @gmail.com ‏‫‬