10 سبتمبر 2025
تسجيلأجلس أنا وصديقان عزيزان في أحد المجمعات بمقهى محدد وفي طاولة محددة حولها "أربعة كراسي" فيمر علينا صديق رابع مازالت حينها الوظيفة الحكومية لم تطرده! فيقول مازحاً اتركوا لي الكرسي الرابع، وقد كان ناجحاً في عمله بشهادة الكثيرين، تمر الأيام وإذا بصديقي يهاتفني قائلاً: جاء إلى مكتبي أحدهم وقال لي إنني هنا لاستلام مسؤولية المؤسسة! فظننته يمازحني، وبعد أن تأكدت من مطلبه الغريب العجيب لملمت أوراقي الخاصة على عجل وتركت مكتبي له إلى الأبد، وقد كان هذا التصرف من هول الصدمة المفاجئة وغير المتوقعة. وقد تكررت أساليب الاستغناء عن المسؤولين ومنهم من يكون في أعلى درجات الهرم الوظيفي بشكل غير مبرر وعجلة لايفهم المطلوب منها عندما تكون بهذا الشكل وهذه الصفة. فكم من مسافر أو مريض يتعالج تم الاستغناء عنه وعن خدماته بشكل يدعو إلى الاستغراب ويخلق تساؤلات كثيرة لن يجد صاحبها عليها الإجابات. أعرف مسؤولا جديدا عند بداية استلامه العمل اتصل بأحد كبار موظفي الإدارة وكان يتواجد في أحد البنوك لإنهاء مصلحة فقال له أين انت أريدك في أمر مهم، وعندما علم بوجوده خارج الإدارة قال له: "خلاص حبيت أقولك شكراً لك ولما قدمته.. وسنعين بديلاً عنك" كل هذا حصل عن طريق الهاتف النقال. وهناك وزير إعلام في دولة مجاورة علم بخبر إقالته من خلال نشرة الأخبار وهو جالس مع أسرته في منزله. فلماذا يتم الاستغناء عن بعض الكوادر الوطنية بهذا الشكل وبطريقة مهينة لايجب أن تحدث؟ وتأتي بعد ذلك الإشاعات والتندر والشماتة من بعضهم لهذا المسؤول الذي طار، وكما يقول المثل "لين طاح الجمل كثرت سكاكينه". وبعد أن أصبحت طاولتنا كاملة العدد بالكرسي الرابع نظرت لباقي الطاولات في ذات المقهى وقلت في نفسي "وراء كل كرسي حكاية"، فكلهم قطريون بعضهم في مقتبل العمر مازالوا قادرين على العطاء يتواجدون في مقاهي المجمعات التي أصبحت ملاذاً يلجأ إليه كل من تم الاستغناء عنه أو أحيل إلى التقاعد مبكراً أو أصبح من أرقام البند المركزي. آخر الكلام: الله حفظنا بالمجمعات واللي بدونها ما يندرى وين بنروح! Alkuwarim @hotmail.com